الرئيسية
كما عانت وتعاني الجماهير العربية العفوية من قيادات سياسية وزعامات مؤثرة في صناعة السياسة والثقافة السياسية عبر التاريخ الحديث ,حيث تأخرت وقصرت نظرية ومفاهيم النخب عن نظرة وآمال وأحلام الجماهير ,في الصراع الوطني مع أعداء الامة وفي القضايا الحياتية المختلفة والمتعددة .
كانت حالة الأمة مع قادتها الدينيين وعلمائها وفقهائها على مدى قرون من الزمن على نفس المستوى ,
حيث تقدم الخطاب السني في زمن الإحتلال العثماني لبلادنا بتهيئة النفوس والرؤوس بشرعية هذا الإحتلال دينيا تحت شعار الفتح الإسلامي ,وخرج العلماء والفتّاؤون من تحت عباءة السلطان وكأنما تحولت قبلة المسلمين من مكة إلى الباب العالي .
في قراءة التاريخ للمرحلة العثمانية تجد اقتضاب وتغييب لمشاهد عدة من مسرح الأحداث,سواء في مصر أو في بلاد الشام .
حدثت في مصر عدة انتفاضات ضد العثمانيين وتخللها تمرد أحد الولاة على الباب العالي أسمه في التاريخ احمد باشا الخائن, وكانت الوسيلة الوحيدة لمواجهته واسقاطه ,هي اثارة الإشاعات على انه تشيع واصبح تابعا للشاه اسماعيل الصفوي , ويقال ان الأزهر المؤسسة الأكثر عراقة تمثيلا لأهل السنة قد ساهمت في هذه الشائعات.
أما في دمشق وحلب وبعض المدن السورية لم يهدأ يوما التململ والتذمر من الوجود العثماني والذي جعل بعض المناطق التي تسكنها الأقليات مناطق ساخنة على الدوام بين المحتل العثماني وقاطنين تلك المناطق ,من جنوب سوريا حتى جبل لبنان وحمص واللاذقية ,وقد تنطح الخطاب السني آنذاك على لسان بعض مشايخ السلطان وعلماء القصر بتحليل دماء بعض السوريين على اعتبارات تكفيرية على الرغم من معارضة كبار علماء الشام وأأمة جوامعها وبعض الزعامات التقليدية .
حرص العثمانيين على تصعيد الفتنة وحقن النفوس بأفكار متطرفة غريبة عن طبيعة وثقافة بلاد الشام وصعّدوا الخطاب السني ضد الاقليات إلّا انهم لم يجرؤوا على اضطهاد المسيحيين إلى الحد الذي اضطهدوا فيه الأقليات المسلمة كالشيعة والعلويين والدروز نتيجة الحماية الغربية للمسيحيين ,حيث تعرضت بعض المناطق إلى حملات إبادة و مذابح فاقت عشرات الآلاف ولن أذكر تلك المناطق لغياب الوثائق التي تؤكد هذا الكلام.
حين جاء محمد علي إلى دمشق التي كانت تعاني من الفوضى والعوز والحاجة ,فتحت له ابوابها ورحبت به وحكم محمد علي وأبلى بلاء حسنا في التنمية والإستقرار وتحسين موارد الرزق ونشر الثقافة ,وإصلاحات طالت جميع مرافق الحياة وصولا إلى التسامح الديني وغرس الفكر القومي عند ابناء الأمة .
لكن الغرب الذي لم يدير وجهه عن الشرق يوما .
وعلى الرغم من خلافاته الداخلية إلا أن هذه الدول( توجهت إلى محمد علي بإنذار تطلب فيه الانسحاب من سورية في غضون عشرة أيام، واستنفرت بالوقت نفسه عن طريق عملائها بعض الجهات للانقلاب عليه مستغلة مسألة التجنيد الإجباري الذي كان قد فرضه إبراهيم باشا على السوريين، وقضية جمع الأسلحة من الأهالي، وتحت وطأة التمرد والعصيان من جانب الأهالي، والضربات التي وجهتها القوات الحليفة بعد نفاد مدة الإنذار، انهارت المقاومة المصرية في الشام وارتدت نحو مصر سنة 1840م، وقضي على أول تجربة وحدوية ما بين سورية ومصر في العصر الحديث، كان من شأنها أن تنقل البلدين إلى مصاف الدول المتقدمة).
اقول ما اشبه اليوم بالبارحة أنظروا للمشهد اليوم في دمشق ,وانظروا للخطاب السني الذي بدأه ملك الأردن وحسني مبارك والسعودية ثم تبنته تركيا ومشائخ الفتنة ‘لى رأسهم القرضاوي ,وانتقال العدوى إلى المناطق السنية العفوية والفقيرة حيث تعزز نشر هذه الأفكار بتعويم الأموال ودس محترفي الجريمة والإرهاب في هذه المناطق لكي يكونوا محرضين ومنفذين لبعض الممارسات العدوانية ونقل العدوى إلى ابناء الحارات والمناطق العشوائية المهمشة .
هناك عائلات في سوريا معروفة جدا في تعاونها المطلق مع العثمانيين وتغليب مصلحة المحتلين العثمانيين على مصلحة الوطن والمواطنين السوريين ,وكان لهم دور عدواني واجرامي في حق ابناء البلد فاق عدوانية الاتراك انفسهم .
كل هذا المشهد التاريخي اضعه اليوم امامكم فقط للمقارنة مع المشهد الحالي الذي يحدث ودور بعض الشخصيات اللاوطنية ورثة الخيانة أبَّ عن جد والأدوات والوسائل المتّبعة .
الخطاب السني الرسمي ليس خطابا سوريا بل هو خطاب مريض قادم من بلاد السعودية والخليج التي تعاني من امراض كثيرة و بعقدة السلوكيات القهرية
Compulsive Obsession
وعقدة أوديب التي تحدث عنها فرويد ,من مجتمع اللواط والمحرمات والكبائر .
هذا الخطاب المزور المفرغ من جوهر الإسلام ,هذا ليس إسلامنا ولا هو ماتركه بين ايدينا الرسول الكريم حين قال تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله , اتقوا الله في دينكم وفي اهل بلدكم وفي وطنكم ..
» دموع
» سمراء
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
» الرحلة
» حول الوضع الثقافي الراهن
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
» كبة البطاطا بالبرغل
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
» الصفقة الصفيقة
» الإعلام
» مجموعة جديدة
» ثورة الحرابيق