التفاحة
قد انقضت السنوات الخمس وأنا أقاسمه لقمة العيش بحلوها ومرّها , أقاسمه الخلجات والانفاس وعمق الليل وسره .
أقاسمه كل مالدي من مشاعر وعشق , وأتمنى أن يمنحني إغفاءة اشتهيها .
كان سرعان ما يستكين وينكفىء بعد أن يفضي ما تختزنه الرجولة في مشاعي كنفايات لا تترك سوى الرائحة الفاسدة , ثم يتركني على مضاجع الحرمان أتصارع مع حرقة الوجد وحمة الجسد دون سكينة ودون هجوع لما استفاق من ضواري الرغبة الجائعة , لا اذكر انني حظيت كأنثى بتلك اللحظة الاخيرة التي تهدأ فيها براكين الجسد وتخمد حمم الرغبة اللاذعة طالما وهنت حجة الاستسقاء .
كنت أبذل الجهد الكتوم مبتعدة عن الكلام والبوح , مكتفية بالإماءة المكبوتة ناثرة مواسم الدفء في مخدع الزوجية ، جاعلة من بعض التفاصيل معزوفة خافتة كترانيم الكنائس .
الحديث في هذا الشأن انتحار وبوح يخدش وجه الرجولة , شائن يشعل الحرائق ويلتهم السكون والسكينة , (الجنس ) كلمة من المحرمات التي نثير الحفيظة , الحديث عنه يتناقض مع التربة الصالحة التي أنتجت تربية الخوف والرهبة والحرج في التعبير عن حق مقدس .
الاقتراب من هذا التابو ولو بالحديث عنه سقطة , والإشارة إليه رذيلة , على الرغم من تفشيه في المجتمع كوباء الكوليرا .
أصبحت المساءات مواقدَ تتقد بها رغبات الأنوثة العارمة في جسدي أصبح للنداءات وللصمت ألق يشبه صوت الاحتراق حين يلتهم الهشيم .
كانت غلائف جسدي ترشح من مساماتها تعرقا ً شبيها ً بالندى فتخدر الثمالة أوراق روحي .
لم أعد أقوى على هذا التعشق الجامح في أجزاء مني , أصبحت التفاحة التي أنهى الرب عن تناولها تغريني بل تحرضني وكانت دعوة الافعى التي أغوت حواء الأولى تتناغم مع جميع غرائز جسدي وتشدني وتنسجم مع تكويني .
الخطيئة
تهمس الأفعى : لا تخافي , اقتربي منها , لقد جعلها الله من أشهى ثمار الجنة .
تهتف نفسي : لكنه أنهانا وحذرنا من الإقتراب وأوصانا بالإبتعاد عنها , إنها شجرة الخطيئة .
تهمس الأفعى : لقد خلق الله الأنثى وغرس الفضول في خلدها والحب في جسدها
تهتف نفسي مرتبكة : لكنها الخطيئة .
تهمس الأفعى : هذه الثمرة الطيبة هي هدية الرب ونعمته , أية جنة ؟ وأية متعة للعيش دون حب وعشق واشتياق؟
لو لم تكن إرادة الله في أن تأكل حواء التفاحة لما استطاعت قطفها .
الندم
لم افكر بأكثر من هذا اللقاء ولم أفكر ماذا سينتج عنه , بل كنت أتوق إلى تلك السكرة التي تشبه سكرات الموت لأغمض عيني على كل ما فاتني من حرمان وظمأ …
كان الشعور بالخوف والرهبة يزيد من رغبتي ويزيد من تسارع أنفاسي وإيقاع صدري , فتحت لخواطري جميع نوافذها وأطلقت حبائس روحي إلى حيث ينبجس الحلم كي تتمكن من اقتطافه بكراََ …
ربما أكون أفرطت جداََ بصبوة نفسي وأسرفت بإعداد الموائد والأواني الفارغة , ربما خدعتني آفة روحي …
أوقدت لزائري نار الهوى ونور المصابيح وأشرعت له معابر الجسد ومسالك الحصون التي كانت محصنة , كان عطش المواسم ينتظر غيثا يعادل خطيئة الاستسقاء “وقربانها ” .
أية خيبة هذه التي حلت بي وأية كارثة صعقت بكياني , غادر الزائرمسرعا ً بعد أن أضرم نار الخطيئة كغاز ٍ يعيث بأمن الديار دون أن تغويه الغنائم , غزى ولم يسرج خيلا ً أويثقف رمحا ً , وليست عليه ملامح فارس , ولا هو يتقن فن الرماية , أتيت به كي يعالج جرحا ً أضاف إلى الجرح جراحا ً , تاركاََ خيبتي تقتفيها الخطيئة , جاءني مسرعا ً كمن يريد نارا ً و ليس لكي يخمد النار , قمت ألملم أشلاء روحي , أشد مآزر عفتي المستباحة لأعرف أية لعنة قد حلت بي ولكي أعرف الفرق بين الخطيئة والخيانة
تيسير نصرالدين
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين