جميعهم كانوا من اصحاب الشعارات الديمقراطية ,ومن المنادين بالحرية وتبنوا مقولة فولتير ( أختلف معك في الرأي ولكني علي إستعداد أن أدفع حياتي ثمنا لكي تقول رأيك), لكن بالمقلوب على مايبدو ,لأن البعض لايريد أن يسمع سوى صوته
من الظاهر أن اسهل مواقع العمل السياسية هو موقع المعارضة ,حيث تصرخ وترفض وتنتقد وتنظر وتتجمل بأجمل الشعارات وتمتشق عبائة حريرية لا تتلطخ بشوائب العمل .
غالبا من يعمل خارج حدود المسؤولية وصناعة القرار والسلطات باشكالها يعفى من الاخطاء المتراكمة وإن كان احد المساهمين فيها .
وما ينبطق على المعارضة السورية وبعض المثقفين والنخب الفكرية , ولا اقصد هنا المعارضات الخارجية التي ترتبط ارتباط مباشرة بمشاريع ومخططات بالضرورة ضد المشروع الوطني لما يتضمنه المشهد السياسي من تمايز وتداخلات وعبث في خريطة المنطقة وموازين القوى فيها .
اتحدث عن المعارضة الداخلية والتي ترفع صوتها من الداخل ,التي تجسدت في مؤتمر او إجتماع عقد في فندق سميراميس حضره اكثر من مئتان وخمسون مشترك من كافة الأطياف الثقافية ,أدباء وفنانين ورجال اعمل واصحاب فكر .
وكانت هذه المناسبة بالنسبة لنا مناسبة سعيدة ومبشرة بمناخ صحي ,حيث يتحقق ما لم يكن مسموحا او متاحا لا في الذهنية السياسية ولا في الذهنية الأمنية ولا في المساحة السياسية المحتكرة على اللون الواحد ,وكل هذا هو نتاج يجب الأتفاق على تسميته وتصنيفه ,لكي يتسنى لنا قرائته قراءة صحيحة وعدم ارتكاب اخطاء قاتلة تؤثر سلبا على تلك المعارضة التي غيبت نفسها لعدم قدرتها على فهم الواقع خاصة في مفاصل تاريخية معينة كمرحلة الثمانينات .
من خلال البيان الختامي الذي قرأناه نجد مآخذ كثيرة على الصياغة التي كانت تشبه إلى حد كبير ادبيات الفاضئيات التي اتحفتنا على مدى ثلاثة شهور بتعليق المحللين السياسيين والمفكرين العرب وبعض اصوات المعارضة المكروفونية ,اي ليس لها على الارض أي وجود أو أي ثقل سياسي او جماهيري او ثقافي .
خرج البيان ببعض النقاط الهلامية والتي تعتمد على التلاعب الإعلامي واللعب على حبل الكلام تتضح في طياته الإنتقائة في المشهد السياسي ,الإنغلاق والإنعزال عن الآخر وإن كان هذا الآخر هي السلطة أو بعض المستقلين القريبين من السلطة وهناك اسماء كبيرة متعددة مؤهلة لكي تكون شريكا ومحاورا معنيا بإيجاد صيغة للخلاص الوطني دون المساس برنامج هذه النخبة إذا كانت تمتلك برنامجا.
وطريقة البتر على مبدأ لاتقربوا الصلاة ,كانت واضحة في ثلاث اشارات تطرق لها البيان ,هو المطالبة بعودة اللاجئين بطريقة استعراضية تتجاهل المكونات والمؤثرات والعوامل المحيطة بهذه المشكلة والتي يستخدمها الخارج كورقة سياسية بل تجاوز حدود الظغط السياسي ووصل إلى حد التهديد العسكري.
ايقاف العنف ضد المظاهرات السلمية وسحب الجيش ,كلام فيه خندقة سياسية وفيه استخفاف بالشعب السوري الذي لايقف بجانبهم وهو القسم الأكبر والغالب في المشهد العام يقف إلى جانب القيادة السياسية ,ولم يبدوا اية إدانة لحرق المقار والمؤسسات والمواقع الحكومية وتفجير المحال التجارية وحرق سيارات وحرق ممتلكات مواطنين قد يكونوا من الحزب الحاكم وتجاهلوا وجود الإرهاب المسلح ,وبدون اي تطرق او طلب الرحمة لشهداء الجيش وكأنهم لا وجود لهم ,وبتجاهل المقابر الجماعية التي وقعت في جسر الشغور ,كل هذا كان غائبا عن بيانهم الختامي وربما عن رؤيتهم السياسية ,ذلك هم عدى عن كونهم لا وجود لهم في الشارع ولا يتحكموا في حركته ولا بمسلحبه ,نراهم قد غابوا عن انفسهم وغيبوا تأثيرهم الثقافي عن الواقع الذي يتبلور مع المرحلة الجديدة. لكن الحقيقة ان رجل معتوه كالعرعور يملك في الشارع ما لم يملك خمسه هذه المعارضة مشتركة
يبقى لي رأي أخير حول ممارستهم العامة اتجاه الآخر ,لقد اتسمت بالعدوانية وقد ظهرت ملامح التعسف والقمع من خلال تعاملهم مع بعض الصحفيين ومع بعضهم البعض ,مارسوا سلطة دكتاتورية على مساحة لا تتجاوز المئثين متر مربع في قاعة الإجتماعات في أول فرصة تتاح لهم لكي يمتلكوا قرار واساؤا معاملة الآخرين وهم ينتقدون سلطة تدير دولة واجهزة متنوعة ومراكز نفوذ لا يمكن السيطرة عليها بسهولة
طالما هم لم يستطيعوا أن يسيطروا على سلوكيات مئتان فرد مشارك ,بالتالي لم يستطيعوا أن ينتجوا اي خيط حريري للمساهمة في نسيج سياسي اجتماعي وطني لتكوين اللوحة الديمقراطية التي طالما حلمنا بها .
انا لي راي قد يكون متطرفا بعض الشيء ولكنني كونته من خلال مااتيح لي من قدرة وامكانيات ووثائق عن المرحلة السياسية السورية منذ الإستقلال حتى يومنا هذا ,فوجدت أن القوى السياسية السورية لم تنضج يوما ولم ترتقي إلى حدود التاثير الفعلي ,بل كانت دائما في الإنفعال المتأثر خاصة خارجيا وهناك احزاب عريقة من حيث الحضور التاريخي ,لكنها لم تصل إلى الحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية والوطنية التي يتمتع بها ابسط مواطن سوري خاصة في خضم الصراع التحرري الوطني .
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين