الرئيسية
أخيرا اكتب من قلب الحدث ,وأنا استطيع أن اعد الحضور وأنظر في الوجوه وأتعرف على بعض الأسماء ,اسمع بعض التعليقات والصيحات المتعالية احتجاجا على الاحتجاج .
يوم الأربعاء الموافق 03/08/2011 تجمع حوالي ثلاثون متظاهر وبينهم بعض كبار السن أمام قيادة الشرطة وعليت أصواتهم ورفعوا شعارات أهمها المطالبة بإطلاق سراح ضياء العبد الله وطبعا لم تكن هذه المظاهرة نظامية ولا مرخصة ,لأن بعض مواطنينا يهزؤون من طلب الترخيص لمظاهرة ,لأن الثقافة العامة عند المواطن ثقافة مخالفة القانون بكل فخر إذا استطاع إلى ذلك سبيلا .
في هذه الأجواء المتوترة وبالتزامن مع ارتكاب مجازر طالبانية الشكل والمضمون في حماه وحمص , ومع اتضاح الصورة الوحشية للجانب الإرهابي والمتوحش الذي ترتكبه العصابات الظلامية ,في ضل التكبيرات ورفع اسم الجلالة أثناء ارتكاب الجريمة وانتهاك جميع قوانين الله والطبيعة ,مازلنا نجد بعض المعارضين ينزلون إلى الشارع ويشكلون غطاء لهؤلاء القتلة
ما رأيته أمام عيني قد أزاح جميع الالتباسات التي كانت تسود كتابتي وأزالت جميع التحفظات وأنا أكتب عن هذا الحدث
وسأرويه لكم بكل أمانة .
كان العدد كما ذكرت قد يتجاوز الثلاثين شخص وقد تجمهروا أمام قيادة الشرطة وأطلقوا شعاراتهم,وفي هذه الأثناء بدأت تتجمهر جموع حول المكان متأففين وممتعضين من هذه الظاهرة وأنا كنت واحد من الممتعضين ,وقد أصبح عدد المتجمعين اكبر بكثير من أعداد المحتجين ,فخرج إليهم قائد الشرطة وقال لهم بالحرف .(لقد استمعنا إلى مطالبكم ونرجو منكم فض التجمع خلال خمس دقائق تجنبا لصدام مع الآخرين ,لكنهم لم ينصاعوا إلى الأمر ,وأصبح في هذه الإثناء عدد الجماهير المختلفة مع هذا التجمع يشكل أكثر من ثلاث إضعاف. بالمناسبة لم أجد مظاهر أو أية دلالة على ما يطلق من مصطلحات في مثل هذه الحالة عن الشبيحة ,كان معظمهم ممن تواجد بالمكان بالصدفة ومن أبناء القرى . ,وبدأت بعض الملاسانات مالبثت أن تحولت إلى اشتباك بالأيدي ,تدخلت قوة حفظ النظام لحماية المحتجين الذين تعرضوا للضرب وللأمانة كان هناك بعض المواطنين اللذين على خلاف معهم يحميهم ويدافع عنهم حرصا على سلامتهم ,وهو شاب يانع ,سمعته يخاطب كبيرهم ويقول له ,يا أخي رجاء أن تحترموا حريتنا فنحن نفوقكم عددا ونحن لا نريدكم بيننا , أجابه المحتج وهو يتجاوز العقد الرابع .
احترمونا أنتم وراعوا مشاعرنا . فقال له الشاب هل هناك احتراما أكثر من ذلك لقد تعرضت للضرب من أجلكم وانا ادافع عنكم ,لكن المشهد الآخر المؤثر فعلا , لقد رأيت أحد الشبان من المحتجين يحتمي بأحد عناصر حفظ النظام , مطوقا له فحضنه العنصر وجعل المصد أو الواقي خارج جسم المحتمي وقدر رأيتهم يسقطون على الأرض سوية نتيجة الدفع والصدام وكان الناس يرددون كلاما عفويا متأففين من هذه الظاهرة لتجد أن من تظاهر لا يشكل نسبة نصف بالمائة من الحضور وقد انفضت التظاهرة بعد أن تعرض البعض للضرب , ولكنه ضرب تأديبي وليس انتقامي على غرار محافظات أخرى ,فلا وجود للعنف المفرط ولا استخدام أسلحة بيضاء ولا سوداء , وقد ناقشت بعض الأصدقاء والمعارف أصحاب الرأي الآخر ,تعاملوا معي بفوقية مصطنعة واعتبروني متطرفا وابدوا كرما وتسامحا على أنهم هم يقبلون الآخر ,وطبعا هم يمتلكون أرقاما وأسماء ويعلمون كل شيء ويعرفون الشبيحة والقناصة بالأسماء ,ويتنكروا لوجود مؤامرة ويتجاهلوا الإرهاب المسلح , ولديهم قبول أن يحترق الوطن على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ,قد لفت نظري أشخاص مستفيدين من المرحلة وكانوا من أصحاب الحظوة وأعضاء عاملين بحزب البعث حصلوا على امتيازات ومناصب وكانوا أكثر المستفيدين من المرحلة السابقة ومن مراحل الفساد , وهم معارضين بشدة ولا تعلم ماذا يريدون ,اليوم استطيع القول أن موقفي قد تعزز ,أنا كنت صاحب موقف قبل أن أدخل ارض الوطن بناء على تصور ومتابعة وتحليل ,لكنن اليوم أكتب من داخل الوطن بناء على متابعة واقعية وتعايش عن قرب مع مايحدث في بلدي الجريح ,أنا أرى عن قرب من يجرح ومن يداوي من يبني ومن يخرب ,من يكذب ومن يصدق ,من يزيف ومن ينشد الحقيقة.
لكن أهم ما أدركته ,هو صمود سوريا في وجه العاصفة وحتمية الانتصار على أعداء الداخل والخارج ,والخروج من المحنة لتبقى سوريا حرة أبية وشوكة بعين كل من يتآمر عليها
» دموع
» سمراء
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
» الرحلة
» حول الوضع الثقافي الراهن
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
» كبة البطاطا بالبرغل
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
» الصفقة الصفيقة
» الإعلام
» مجموعة جديدة
» ثورة الحرابيق