في الثورة البلشفية وجدت الطبقة العاملة نفسها ضحية بعض النخب الثقافية التي بدأت تتقاسم الحصص والمناصب مفرطة في التنظير وإطلاق الشعارات مما حذى ببعض العمال تشكيل تنظيم لهم رافضين انضمام النخب الثقافية لهم كردة فعل طبقية .
وهذا لا يعني انني انكر دور المثقفين والنخب الفكرية في حركات التغيير والثورات وقيادة نضال الشعوب في بعض المراحل, يكفنا اسم ارنست تشي غيفارا لننحني امام( المثقفين الثوريين ) ,لكن قلة قليلة من النخب تناضل وتقود حركات التغيير دون أن يكون لها صبوة لموقع قدم على منصة الحضوة أو حصة من غلة الثورة .
وكان افضل من تحدث عن طليعة المثقفين الإنتهازيين هو زياد رجباني في مسرحيته (نزل السرور )في مطلع السبعينات حيث كانت الراقصة تحيات اقل عهر من المفكر الثوري الذي سخر كل طاقته الفكرية لتمييع الثورة وإجهاضها حين وصل الثوار .
في تاريخ القوى السياسية والنخبوية نجد أن بعض هذه النخب ساهمت كثيرا في توريط البلاد وتغليب منطق الإيديولوجياعلى المصلحة الوطنية في محطات معينة خاصة أثناء ومابعد الحرب العالمية الثانية مما ضيع نضال الشعوب والمجاهدين ودماء الشرفاء ,ولا أريد أن أدخل في التفاصيل خاصة على الساحة السورية كي لا اذهب بعيدا عن جوهر الفكرة التي انا بصددها .
لكن الأهم ما عاصرته أنا وما تعايشت معه وتفاعلت معه بكل جوارحي من خلال التأثر والمتابعة لشخصيات تركت اثر كبير واحدثت نقلة نوعية بحياتنا مع عدد كبير من الشباب من خلال مقاعد الدراسة وما بعد وكان اهمها شخصية معروفة واسم معروف ضحك علينا اكثر من 30 عاما بافكاره الماركسية ونظرته القومية وشجونه الإشتراكية لأاراه منذ فترة ليست ببعيدة يدافع عن العولمة والراسمالية على قناة الجزيرة ,وعندما ناقشت الباتنر الذي يسوقه في هذه الإجازة قال لي مدافعا عنه هو لم يدافع عن الإمبريالية ,بل دافع عن الامر الواقع بعد سقوط الإشتراكية .
لذلك سأختصر وادرج نموذجان من الواقع ولن اكون إلا صادقا وشفافا .
الشخص الاول كان صديقي جدا وهو صاحب طموح ومجد ويعرف ماذا يريد ,تفوق في دراسته ودرس دراسات عليا ويعمل الآن في هيئة تدريس جامعية .
كان نموذجا للمثالية والرزانة مثقف جدا ونشيط وناقد ,كنا متلازمان لأكثر من خمس سنوات وكان له دور كبير في بلورة افكاري السياسية , وتبني خيارات كبيرة دفعت لأجلها ثمنا كبيرا فيما بعد .
بحثت عنه في هذه الإجازو فقابلته حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر في آخر يوم من إجازتي وتمنيت لو لم اقابله .
قلت له اين انت مما يحدث في الوطن ؟, طبعا هو لم يعرف موقفي بعد ,فأجابني ببعض الإعتذار أنه مقصر ومتقاعص وفهمت بعد ذلك انه أنه يعتذر كونه لم يشارك في الإحتجاجات ,فقطعت عليه الطريق وقلت له لكنني انا ضد الإحتجاجات وضد كل هذا الحراك الذي لا يتناسب مع حجم الهجمة التي تعد على سوريا .
بدأ يتحدث تماما كما يتحدث سمير جعجع او سعد الحريري او عزمي بشارة وحاول أن يلعب دوره السابق معي يحدثني كاستاذ وعارف ببواطن الأمور , فنهرته وقلت له اسمعني أنت ومعلمك لقد ضحكتوا علينا كثيرا الآن أنا من سياستذ عليك وعلى معلمك , التنكر لكل مايحدث من مؤامرات على سوريا هذا الامر يتعلق بإيدلوجيتكم وبشهواتكم وغرائزكم ,لأنني ارى واسمع وأحلل ,اعرف حتى من يدفع ومن يقبض في إيطاليا ليشتري المتظاهرين العرب وليس السوريين وحدهم , وهم من حثالة الناس ,ونعلم الحملةالإعلامية المسعورة على سوريا ورأينا فضائح عزمي بشارة وغيره من المثقفين ,واعطيته اكثر من شاهد يؤكد الهجمة الشعواء على سوريا فكان جوابه فليأتي الشيطان وطبعا أسقط عن سوريا طابع الممانعة بل ذهب إلى أبعد من ذلك واتهمها بإغتيال الحريري ,مما جعلني ارى امامي سمير جعجع وجماعة 14 اذار ,فقلت له ياحيف ,وأنهيت اللقاء .
أما النموذج الآخر صديقي الذي تكسرت احلامه وانكسرت طموحاته وضاع مستقبله امام حماس الشباب آنذاك والذي كان ضحية بعض المنظرين الذين عبأوه وورطوه ليسجن 8 سنوات بعد أن كان سنة ثالثة في الهندسة
وليخرج بعدها يعارك الحياة مهزوما ومكلوما .
مررت صدفة من أمام محل بقالة وأنا أقود السيارة وقد سمعت انه يعمل بقالا في هذا الشارع ,اوقفت السيارة ودخلت إلى المكان فكان في صدر المكان وبقربه زوجته ,القيت عليه التحية ,اجابني كزبون ولم يعرفني ,فقلت له كلمة كنا نرددها منذ 35 عاما , نظر نوحي مندهشا وعانقني مدمعا ودعاني للجلوس وبعد السلام والكلام قلت له لقد قابلت فلان اليوم وندمت على ذلك ,لذلك لا تخبرني عن موقفك لأنني لا اريد ان أطعن مرتين في نفس اليوم , قال لي لك ماتريد ولو أن موقفي لن يزعج بالتأكيد,ثم تابع طالما انا أعرف معدنك ,أنا ياصديقي مع الوطن وضد كل مايحاك له ,انا سأدافع عن النظام طالما البدائل هم من الشياطين .
كدت أن ابكي بل بكيت ,وقلت له والله لو كان موقفك مختلف انت بالذات لعذرتك لقد كنت انت اكبر المتضررين ,فقال لي أنا لا أحمل الحقد وهذا وطني ووطن أبنائي .
عانقته مودعا وخرجت من عنده في غاية السعادة وكأنني لم ابتعد عنه كل هذه السنين , وقلت في نفسي هذه هي الأصالة الحقيقية , الاخلاق موقف والشرف موقف تترجم في السلوك وليس في الكلام .
لذلك اقول اصمتوا ايها المنظرين
وهذا لا يعني انني انكر دور المثقفين والنخب الفكرية في حركات التغيير والثورات وقيادة نضال الشعوب في بعض المراحل, يكفنا اسم ارنست تشي غيفارا لننحني امام( المثقفين الثوريين ) ,لكن قلة قليلة من النخب تناضل وتقود حركات التغيير دون أن يكون لها صبوة لموقع قدم على منصة الحضوة أو حصة من غلة الثورة .
وكان افضل من تحدث عن طليعة المثقفين الإنتهازيين هو زياد رجباني في مسرحيته (نزل السرور )في مطلع السبعينات حيث كانت الراقصة تحيات اقل عهر من المفكر الثوري الذي سخر كل طاقته الفكرية لتمييع الثورة وإجهاضها حين وصل الثوار .
في تاريخ القوى السياسية والنخبوية نجد أن بعض هذه النخب ساهمت كثيرا في توريط البلاد وتغليب منطق الإيديولوجياعلى المصلحة الوطنية في محطات معينة خاصة أثناء ومابعد الحرب العالمية الثانية مما ضيع نضال الشعوب والمجاهدين ودماء الشرفاء ,ولا أريد أن أدخل في التفاصيل خاصة على الساحة السورية كي لا اذهب بعيدا عن جوهر الفكرة التي انا بصددها .
لكن الأهم ما عاصرته أنا وما تعايشت معه وتفاعلت معه بكل جوارحي من خلال التأثر والمتابعة لشخصيات تركت اثر كبير واحدثت نقلة نوعية بحياتنا مع عدد كبير من الشباب من خلال مقاعد الدراسة وما بعد وكان اهمها شخصية معروفة واسم معروف ضحك علينا اكثر من 30 عاما بافكاره الماركسية ونظرته القومية وشجونه الإشتراكية لأاراه منذ فترة ليست ببعيدة يدافع عن العولمة والراسمالية على قناة الجزيرة ,وعندما ناقشت الباتنر الذي يسوقه في هذه الإجازة قال لي مدافعا عنه هو لم يدافع عن الإمبريالية ,بل دافع عن الامر الواقع بعد سقوط الإشتراكية .
لذلك سأختصر وادرج نموذجان من الواقع ولن اكون إلا صادقا وشفافا .
الشخص الاول كان صديقي جدا وهو صاحب طموح ومجد ويعرف ماذا يريد ,تفوق في دراسته ودرس دراسات عليا ويعمل الآن في هيئة تدريس جامعية .
كان نموذجا للمثالية والرزانة مثقف جدا ونشيط وناقد ,كنا متلازمان لأكثر من خمس سنوات وكان له دور كبير في بلورة افكاري السياسية , وتبني خيارات كبيرة دفعت لأجلها ثمنا كبيرا فيما بعد .
بحثت عنه في هذه الإجازو فقابلته حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر في آخر يوم من إجازتي وتمنيت لو لم اقابله .
قلت له اين انت مما يحدث في الوطن ؟, طبعا هو لم يعرف موقفي بعد ,فأجابني ببعض الإعتذار أنه مقصر ومتقاعص وفهمت بعد ذلك انه أنه يعتذر كونه لم يشارك في الإحتجاجات ,فقطعت عليه الطريق وقلت له لكنني انا ضد الإحتجاجات وضد كل هذا الحراك الذي لا يتناسب مع حجم الهجمة التي تعد على سوريا .
بدأ يتحدث تماما كما يتحدث سمير جعجع او سعد الحريري او عزمي بشارة وحاول أن يلعب دوره السابق معي يحدثني كاستاذ وعارف ببواطن الأمور , فنهرته وقلت له اسمعني أنت ومعلمك لقد ضحكتوا علينا كثيرا الآن أنا من سياستذ عليك وعلى معلمك , التنكر لكل مايحدث من مؤامرات على سوريا هذا الامر يتعلق بإيدلوجيتكم وبشهواتكم وغرائزكم ,لأنني ارى واسمع وأحلل ,اعرف حتى من يدفع ومن يقبض في إيطاليا ليشتري المتظاهرين العرب وليس السوريين وحدهم , وهم من حثالة الناس ,ونعلم الحملةالإعلامية المسعورة على سوريا ورأينا فضائح عزمي بشارة وغيره من المثقفين ,واعطيته اكثر من شاهد يؤكد الهجمة الشعواء على سوريا فكان جوابه فليأتي الشيطان وطبعا أسقط عن سوريا طابع الممانعة بل ذهب إلى أبعد من ذلك واتهمها بإغتيال الحريري ,مما جعلني ارى امامي سمير جعجع وجماعة 14 اذار ,فقلت له ياحيف ,وأنهيت اللقاء .
أما النموذج الآخر صديقي الذي تكسرت احلامه وانكسرت طموحاته وضاع مستقبله امام حماس الشباب آنذاك والذي كان ضحية بعض المنظرين الذين عبأوه وورطوه ليسجن 8 سنوات بعد أن كان سنة ثالثة في الهندسة
وليخرج بعدها يعارك الحياة مهزوما ومكلوما .
مررت صدفة من أمام محل بقالة وأنا أقود السيارة وقد سمعت انه يعمل بقالا في هذا الشارع ,اوقفت السيارة ودخلت إلى المكان فكان في صدر المكان وبقربه زوجته ,القيت عليه التحية ,اجابني كزبون ولم يعرفني ,فقلت له كلمة كنا نرددها منذ 35 عاما , نظر نوحي مندهشا وعانقني مدمعا ودعاني للجلوس وبعد السلام والكلام قلت له لقد قابلت فلان اليوم وندمت على ذلك ,لذلك لا تخبرني عن موقفك لأنني لا اريد ان أطعن مرتين في نفس اليوم , قال لي لك ماتريد ولو أن موقفي لن يزعج بالتأكيد,ثم تابع طالما انا أعرف معدنك ,أنا ياصديقي مع الوطن وضد كل مايحاك له ,انا سأدافع عن النظام طالما البدائل هم من الشياطين .
كدت أن ابكي بل بكيت ,وقلت له والله لو كان موقفك مختلف انت بالذات لعذرتك لقد كنت انت اكبر المتضررين ,فقال لي أنا لا أحمل الحقد وهذا وطني ووطن أبنائي .
عانقته مودعا وخرجت من عنده في غاية السعادة وكأنني لم ابتعد عنه كل هذه السنين , وقلت في نفسي هذه هي الأصالة الحقيقية , الاخلاق موقف والشرف موقف تترجم في السلوك وليس في الكلام .
لذلك اقول اصمتوا ايها المنظرين
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين