قيمة هذا المقال هي أنني كتبته في الشهر السادس من العام 2010 ونشر في سويداء الوطن
وأعيده اليوم لما أجد فيه من صلاحية للحديث عما يحصل اليوم
هل الثقافة هي اكتساب المعلومات وتخزينها وحفظها إلى حين الطلب؟, أم أنها أساس متين للتمكن من المعرفة وسبر أغوار الحياة ومعطياتها وفهم التعاطي مع محيطنا والتمكن من الفرز بين المعلومة الخاطئة والمعلومة السليمة .
بعد أن اصبحنا نعتمد على ذاكرة الحاسوب ونتقن استحضار المعلومة ,إذا أصبحنا جميعنا سواسية في الثقافة ولا احد يستطيع أن يقول للآخر أنا اكثر منك ثقافة أو انا اعرف اكثر منك.
انت تكتب في البحث عن المعلومة , فتحضر المعلومة من مئات المصادر , مصادر لاتعرف قرعة أصحابها من اين , تغرقك بتفاصيل وتنسيك الاساس , تضيعك وتبعدك عن معلومتك الأولى وتدخلك في متاهة المعلومات إلى أن تشتتك .
قد يقول قائل لا, أنا لدي مناعة وعندي القدرة على الصمود في وجه هذا السيل الجارف من المعلومات , أنا ثقافتي تحميني من التشوه الفكري .
يطل علينا من المفكرين واصحاب المناهج ممن يحتل الصدارة والمقاعد الاولى في محافل الثقافة ,يطرحون أفكارا يندى لها الجبين من التشوه والعاهات الفكرية التي يتبناها أهلها .
دخلت لعبة الراي والراي الآخر والحرية الرخوة التي تشكل مجتمعا لزجا مخاطيا , تختلط فيه الاطياف جميعا وتذوب ببعضها كحالة الإختلاط النتاتجة عن تصدي عناصر المناعة لفيروس الإنفلونزا وامتزاجهم فيما بعد .
الثقافة هي كل ما يمكن اكتسابه من ظواهر الحياة ومسالكها , الكبرياء ثقافة والعزة ثقافة والنخوة ثقافة , كل سلوك وعادة وتقليد يعد ثقافة, لكن هل الثقافة تسبق الوعي أم أن الوعي يسبق الثقافة؟ .
الفراسة ثقافة والفطنة ثقافة والكرم ثقافة , الحمد لله نحن نمتلك ثقافات عديدة لكن ذلك لا يقينا من السقوط في الجهل والخطأ بل والإنحراف عن ثوابت فقدت ثباتها في عقولنا ونفوسنا نتيجة اللعب على وتر المشاعر ودغدغة الأحلام وصبوة النفوس بادعاءات عن الحرية والتحضر وغير ذلك .
ثقافة مكتسبة قادمة من مكان ما, من مجتمعات لا تشبهنا ولا نشبهها بشيء , من عقول تخطط ليل نهار لتشويهنا واقتناصنا وجعلنا غنائم سهلة للصيد الدائم والمستمر .
قد نجحت هذه العقول مع الأسف قد نجحت في الهيمنة على الفكر العربي وعلى المناهج التعليمية حتى أطالت الروح في مجتمعاتنا بعد أن فرضت في بعض الدول الحد من استخدام آيات قرآنية تحرض على العنف وتدخلت بكيفية التربية تحت شعار التحديث .
أسقطوا من عقولنا نظرية المؤامرة وجعلونا نصدق أنها خرافة كي يتآمرون بهدوء .
تآمروا وتامر معهم الأخ والجار والكاهن والراعي ولم نجرىء أن نقول لهم هذه مؤامرة خوفا من ان يهزؤا منّا :
غرسوا باذهاننا أن الحرية تتسع لنا جميعا تحت ابطها ويمكن أن يتعايش في ظلها الوطني والخائن والشيخ والقواد واللص والأمين والفحل والمخنث والمؤمن والكافر لكنها في الحقيقة لا تتسع لجميع هؤلاء معا .
قالوا لنا ان العادة في التعود وكل شيء ممكن له أن يدخل في حكم العادة .
تعودنا الخضوع والخنوع والذل والهوان والإنحناء والزحف والإنبطاح والإحتجاج والإستنكار والصراخ والعويل .
وتعودنا ان نجلس مع القاتل نفاوضه على دم اخوتنا وابنائنا ويساومنا على نسائنا وشرفنا وعرضنا وأصبح عرابي السلام العرب يبررون عجزهم وخيانتهم بشعارات اخلاقية فارغة المضمون .
على الطاولة المستديرة يجلس العميل والمقاوم والدخيل والمساوم والمرتشي والراشي والقواد والعاهر ليتناقشوا في مصلحة البلاد ويجلسوا جميعهم تحت المظلة الوطنية .
هذه حضارة التمسحة وليست حضارة المسامحة , لايوجد تسامح ولا عزاء لأحد فالقوة هي من تصدر القوانين وهي من تحدد المفاهيم ومن تسّوغ الافكار وتروج الدعاية وتطحننا طحناَ.
أعادوا كتابة التاريخ زيفا وسمموا العقول وبات المثقف وبالا على المجتمع لا يتقن سوى ثقافة اللوم والتهويل والتوبيخ للقادة والنظم وقائد الشرطة وشيخ القبيلة والمختار إلى أن أضاع البعض البوصلة الوطنية ممن يشهد لهم في حسن سيرتهم السياسية نتيجة هذه الغوغاء الفكرية وذهب باتجاه عدوه تحت حجة التغيير
متجاهلا الإستعمار الجاثم على الصدور وعلى كاهل الأوطان ودوره التاريخي في صناعة الخراب طاويا مئة عام من التآمر والتدمير المنظم من جميع دول الغرب ليبرأ نفسه ويعزلها عن موقع الفعل والمواجهة مكتفيا باتهام كل شيء حوله واضعا نفسه خارج المعادلة
اصبح المثقف هو العبء على المجتمع و اكثر خطورة من الأمي والجاهل بتبني معلومات وخطاب أجوف بوضع اللوم على اشخاص واختزال قضايا كبيرة تمتد من تل ابيب إلى البيت الابيض عابرة جميع الدول في جميع القارات لحصر المسؤولية بقائد أو شخصية سياسية بغض النظر عن حسن ادائه وتصرفه ام لا وبغض النظر عن وطنيته وعدمها فتختصر الكوارث ويبرأ مرتكبيها بوضع اللوم على شخصية محلية ثم يتمتع الخائن بيننا بالأمان بل بالوقاحة ويعيش تحت مظلة الوفاق الوطني يمارس خيانته ويمارس دوره في صناعة القرار بل والتحكم به وهذا موجود في معظم الدول خاصة في لبنان ومصر ولن أتقيد بقوانين منع ذكر الاسماء لأن جعجع وابوالغيط مارسا ذلك على مرأى ومسمع الجميع وغيرهم كثر , وبعض المثقفين لا يرون في ذلك ضرر , فهم يرددون بشكل تلقائي اسماء المسؤولين عن الخراب ويحصرون ارث مئة عام من التأكل بشخصية واحدة ثم يقفل الحوار وتنتهي المهمة
تيسير نصرالدين
وأعيده اليوم لما أجد فيه من صلاحية للحديث عما يحصل اليوم
هل الثقافة هي اكتساب المعلومات وتخزينها وحفظها إلى حين الطلب؟, أم أنها أساس متين للتمكن من المعرفة وسبر أغوار الحياة ومعطياتها وفهم التعاطي مع محيطنا والتمكن من الفرز بين المعلومة الخاطئة والمعلومة السليمة .
بعد أن اصبحنا نعتمد على ذاكرة الحاسوب ونتقن استحضار المعلومة ,إذا أصبحنا جميعنا سواسية في الثقافة ولا احد يستطيع أن يقول للآخر أنا اكثر منك ثقافة أو انا اعرف اكثر منك.
انت تكتب في البحث عن المعلومة , فتحضر المعلومة من مئات المصادر , مصادر لاتعرف قرعة أصحابها من اين , تغرقك بتفاصيل وتنسيك الاساس , تضيعك وتبعدك عن معلومتك الأولى وتدخلك في متاهة المعلومات إلى أن تشتتك .
قد يقول قائل لا, أنا لدي مناعة وعندي القدرة على الصمود في وجه هذا السيل الجارف من المعلومات , أنا ثقافتي تحميني من التشوه الفكري .
يطل علينا من المفكرين واصحاب المناهج ممن يحتل الصدارة والمقاعد الاولى في محافل الثقافة ,يطرحون أفكارا يندى لها الجبين من التشوه والعاهات الفكرية التي يتبناها أهلها .
دخلت لعبة الراي والراي الآخر والحرية الرخوة التي تشكل مجتمعا لزجا مخاطيا , تختلط فيه الاطياف جميعا وتذوب ببعضها كحالة الإختلاط النتاتجة عن تصدي عناصر المناعة لفيروس الإنفلونزا وامتزاجهم فيما بعد .
الثقافة هي كل ما يمكن اكتسابه من ظواهر الحياة ومسالكها , الكبرياء ثقافة والعزة ثقافة والنخوة ثقافة , كل سلوك وعادة وتقليد يعد ثقافة, لكن هل الثقافة تسبق الوعي أم أن الوعي يسبق الثقافة؟ .
الفراسة ثقافة والفطنة ثقافة والكرم ثقافة , الحمد لله نحن نمتلك ثقافات عديدة لكن ذلك لا يقينا من السقوط في الجهل والخطأ بل والإنحراف عن ثوابت فقدت ثباتها في عقولنا ونفوسنا نتيجة اللعب على وتر المشاعر ودغدغة الأحلام وصبوة النفوس بادعاءات عن الحرية والتحضر وغير ذلك .
ثقافة مكتسبة قادمة من مكان ما, من مجتمعات لا تشبهنا ولا نشبهها بشيء , من عقول تخطط ليل نهار لتشويهنا واقتناصنا وجعلنا غنائم سهلة للصيد الدائم والمستمر .
قد نجحت هذه العقول مع الأسف قد نجحت في الهيمنة على الفكر العربي وعلى المناهج التعليمية حتى أطالت الروح في مجتمعاتنا بعد أن فرضت في بعض الدول الحد من استخدام آيات قرآنية تحرض على العنف وتدخلت بكيفية التربية تحت شعار التحديث .
أسقطوا من عقولنا نظرية المؤامرة وجعلونا نصدق أنها خرافة كي يتآمرون بهدوء .
تآمروا وتامر معهم الأخ والجار والكاهن والراعي ولم نجرىء أن نقول لهم هذه مؤامرة خوفا من ان يهزؤا منّا :
غرسوا باذهاننا أن الحرية تتسع لنا جميعا تحت ابطها ويمكن أن يتعايش في ظلها الوطني والخائن والشيخ والقواد واللص والأمين والفحل والمخنث والمؤمن والكافر لكنها في الحقيقة لا تتسع لجميع هؤلاء معا .
قالوا لنا ان العادة في التعود وكل شيء ممكن له أن يدخل في حكم العادة .
تعودنا الخضوع والخنوع والذل والهوان والإنحناء والزحف والإنبطاح والإحتجاج والإستنكار والصراخ والعويل .
وتعودنا ان نجلس مع القاتل نفاوضه على دم اخوتنا وابنائنا ويساومنا على نسائنا وشرفنا وعرضنا وأصبح عرابي السلام العرب يبررون عجزهم وخيانتهم بشعارات اخلاقية فارغة المضمون .
على الطاولة المستديرة يجلس العميل والمقاوم والدخيل والمساوم والمرتشي والراشي والقواد والعاهر ليتناقشوا في مصلحة البلاد ويجلسوا جميعهم تحت المظلة الوطنية .
هذه حضارة التمسحة وليست حضارة المسامحة , لايوجد تسامح ولا عزاء لأحد فالقوة هي من تصدر القوانين وهي من تحدد المفاهيم ومن تسّوغ الافكار وتروج الدعاية وتطحننا طحناَ.
أعادوا كتابة التاريخ زيفا وسمموا العقول وبات المثقف وبالا على المجتمع لا يتقن سوى ثقافة اللوم والتهويل والتوبيخ للقادة والنظم وقائد الشرطة وشيخ القبيلة والمختار إلى أن أضاع البعض البوصلة الوطنية ممن يشهد لهم في حسن سيرتهم السياسية نتيجة هذه الغوغاء الفكرية وذهب باتجاه عدوه تحت حجة التغيير
متجاهلا الإستعمار الجاثم على الصدور وعلى كاهل الأوطان ودوره التاريخي في صناعة الخراب طاويا مئة عام من التآمر والتدمير المنظم من جميع دول الغرب ليبرأ نفسه ويعزلها عن موقع الفعل والمواجهة مكتفيا باتهام كل شيء حوله واضعا نفسه خارج المعادلة
اصبح المثقف هو العبء على المجتمع و اكثر خطورة من الأمي والجاهل بتبني معلومات وخطاب أجوف بوضع اللوم على اشخاص واختزال قضايا كبيرة تمتد من تل ابيب إلى البيت الابيض عابرة جميع الدول في جميع القارات لحصر المسؤولية بقائد أو شخصية سياسية بغض النظر عن حسن ادائه وتصرفه ام لا وبغض النظر عن وطنيته وعدمها فتختصر الكوارث ويبرأ مرتكبيها بوضع اللوم على شخصية محلية ثم يتمتع الخائن بيننا بالأمان بل بالوقاحة ويعيش تحت مظلة الوفاق الوطني يمارس خيانته ويمارس دوره في صناعة القرار بل والتحكم به وهذا موجود في معظم الدول خاصة في لبنان ومصر ولن أتقيد بقوانين منع ذكر الاسماء لأن جعجع وابوالغيط مارسا ذلك على مرأى ومسمع الجميع وغيرهم كثر , وبعض المثقفين لا يرون في ذلك ضرر , فهم يرددون بشكل تلقائي اسماء المسؤولين عن الخراب ويحصرون ارث مئة عام من التأكل بشخصية واحدة ثم يقفل الحوار وتنتهي المهمة
تيسير نصرالدين
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين