بقلم إلياس قومي
مامن حبٍّ يسكرني
ويهيم القلب فيه اكثر من ذاك الذي يشدني
إلى إمراةٍ تسحرني بعينيها وبجمال قامتها
وطول شعرها ،وهمسات صوتها ، وألوان أظافرها ...ورشاقة إبتسامتها
وتلك القلائد المزركشة في صدرها
لكن من يعرف دمشق يجتاز هذا النوع من العشق
الى تلك الفضاءات التي تحملنا الى اجواء قلما شاهدنا مثيلا لها
...يقف حائراً ..يُصاب بالدوخة والحب من النظرة الأولى
مابين أزقة باب توما، و القصاع ، وشارع بغداد ، ومدرجات جامعة دمشق
أي إمرأةٍ تسحره بعد أكثر من دمشق
دمشق دائماً تجيد فن العشق
ليست جميلة بعينيها، ولا نقية بماء برداها،
ولا معطرة بياسمينها، ولا بعذوبة أصوات الباعة في اخر الصيف
وهم يبيعون الصبار وخصلات من عناقيد عنب الغوطة.
دمشق ليست حارات، ولا تاريخ ،ولا جغرافية
نتعلمها في الفصول المدرسية.
ولا تلك الخدود التي تتوهج احمرارا عند سماع بيت غزل
للطائر الدمشقي أعني نزار قباني
دمشق ليست تلك المأذن والقباب التي تدعوا لمن اراد الصلاة
فليخطو بإتجاه ربه
ليست تلك النسائم العليلة التي تجيئنا من فتحة نافذة
من فوق ونحن نستحم في تلك الحمامات الدمشقية
دمشق ليست قطعة أثرية من تراث أتقنا كيف نصيغ صفحاته
أنها التاريخ ، و من أراد أن يدون التاريخ، ما أظنه إلا وأستدرك مما تقوله دمشق.
هي ليست مجموعة قوانين فيزيائية،
او حتى لو اردنا تفاعلات كيميائية.
فدمشق قادرة أن تفكك كل تلك المعادلات، وتعيد صياغتها ،
لاوفق قوانين جدول مندلييف ، بل وفق تطلعاتها هي وفق ماتريد
أن تقوله لا لدولةٍ، او جار، بل هي الكون من تخاطب .
معذرةً ... أنها لاتجيدُ لغة المفرد، بل تخاطب الجموع
لهذا من راح لدمشق وحيداً ، عادَ فارغ اليدين.
أو لربما وقف طويلاً أمام بواباتها،
قبل أن يسمح له بالدخول.
ومعذرةً أن كانت جنة عدن ترتوي بنهر واحد،
فدمشق ترويها سبعة أنهار
وان كان للجنة باب واحد،
فيقيني لدمشق أبواب كثيرة.
دمشق ليست تحاكي الجنة بل هي الجنة ذاتها
دمشق ليست من نكتب عنها شعراً، بل هي من تكتب الأشعار.
فيها يتوالد العشق، ويمتزج مع ألوان عيون النساء، ممن يجيدون الحب مثلها.
من يعرف دمشق اكثر مني
ليعلمني كيف يسكر من دون خمر
وهو يتطلع في عيون نسائها .
من يعرف دمشق اكثر مني
ليعلمني كيف عاش فيها
ولم يزل يتوق حب غيرها من نساء العالم.
من يعرف الحب
كيف يفتح صدره لمن لاقلب لديهم
وهم يسعون ليعبثون بأعشاش دمشق
من يريدون أن يكسروا اغصانها تلك وهي تحمل اوراق محبة
تنتظر الموسم لتتوزع مثل البخور على بيوتات دمشق
دمشق هذه هي اللوحة التي لم يستطع فنان أن يرسمها
مهما بلغ من درجات الأبداع ، ومهما نال من شهادات.
فهي هذه اللوحة الفسيفسائية
التي يصنعها تقادم الليل والنهار هناك في حاراتها
لتشكل هذا التآلف الأثني بين ساكنيها
لهذا أني أستميح عذرا كل من
لايعرف دمشق، أن لايكتب عن دمشق.
كي يبقى زجاج نوافذها
يحيل الشمس الى حكايات حب، وألوان عشق.
ما أروع دمشق،
وما أحلى العيش في دمشق
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين