الجميع يعتقد ان شرارة الحرب الأهلية في لبنان هو الإعتداء على( بوسطة عين الرماني )
بينما هي قبل ذلك بكثير وقد هيأ لها بعض الاعبين على الحبال في مواجهة بين الفلسطينيين والجيش اللبناني عام 1972 ,كان اللاعبين على الحبال من الطرفين أي الجانب اللبناني المتمثل بانعزالية الكتائب وبعض القوى المسيحية المتغربة والمرتبطة ثقافيا وروحيا بالغرب ,وبعض القادة الفلسطينيين الذي لا تعرف من اين قرعة ابوهم والذي تبين انهم خدموا العوا اكثر بكثير مما خدموا القضية .
ارتجالية المقاومة واعتباطية العمل وفوضوية السلاح في ايدي المنظمات الفلسطينية المتوالدة على ارض لبنان والتي امتدت الى المخيمات وبدأت تطال هيبة الدولة ,اضعف موقف المتحمسين للعمل المقاوم وبرر لأصدقاء اسرائيل في لبنان بالتململ والإنقضاض على المنظمات الفلسطينية كل ماسنحت الفرصة( هذا السبب الذي لم يعطه حزب الله ابدا لهذه القوى.)
كانت هذه الجهات قد حصلت على الدعم اللوجستي والمالي والعسكري قبل ان تقدم على هذه الخطوة في الإعتداء على بوسطة عين الرماني التي اشعلت الفتيل وبائت جميع جهود التهدئة بالفشل .
اسباب الفشل اولا هو ضعف الجيش اللبناني وغياب الاوامر وعدم الجدية في التعاطي مع الحدث سياسة النأي بالنفس في البداية والإنخراط باللعبة الطائفية فيما بعد ,فكان المتقاتلين يتراشقون من فوق رؤوس الجيش اللبناني .
الباقي معروف لمن تابع ويتابع ومعروفة التحالفات والأنقسامات والإرتدادات الدولية والإنكشاف والتعرية وكانت سوريا أحرص من الجميع على التهدئة واخماد نار الفتنة والحرب الطائفية ,وقد مارست على الأرض هذا السلوك ولم نفهمه حينها ونحن في سن المراهقة ,حيث ضربت جميع القوى التي تريد ان تفرض سيطرتها وكنّا نتأفف وننتقد بل كنا نعارض ونطلق شعارات منددة .
ضربت القوى الوطنية بجميع اطيافها ,ضربت الفلسطينيين وضربت فيما بعد القوات كتائبية وحلفائها. من أحل الحفاظ على التوازن والخروج من المعركة بمنطق اللاغالب واللامغلوب كونها هي النتيجة الأسلم والأفضل لبلد يقوم على التوازنات الطائفية.
نجحت سوريا في اخماد الحرب الأهلية ونجحت في إعادة الأعمار وتحالف معها الجميع واستفاد من وجودها من اعداء اليوم الذين لا يتورعون باستخدام ابشع الالفاظ والنعوت ضد سوريا ووصل القول عند البعض ( الإحتلال السوري)
والغريب في هذا الأمر أن سوريا فتحت الأبواب لجميع اللبنانيين واحتضنتهم في جميع الظروف ولكافة الشرائح والطوائف ,ودفعت الدماء وصلت إلى 12 ألف شهيد على ارض لبنان لكي توقف النار.
كانت تدرك سوريا أن لبنان هو الخاصرة الرخوة ويجب الحفاظ عليه متماسكا وعضويا وحميما ,لأنها على مايبدو استطاعت ان تجري تحليلا مخبريا دقيقا لجميع خلاياه وجيناته السياسية .
مايحصل اليوم يشعرني انني كنت مخطئا في حماسي المفرط مع اصدقائي اللبنانيين بوجوب الخروج السوري من لبنان وترك اللبنانيين وشأنهم وعدم التدخل في سياستهم الداخلية .
لأن المشكلة ان لبنان لم يكن يوما يدير شأنه بنفسه ولم يكن يوما مستقلا بقراره ولا بسياسته ولا باقتصاده,وإن لم احكمه انا واتحكم به ستأتي اسرائيل أو اميركا او السعودية او اي بلد آخر يبسط نفوذه على لبنان.
وخروج سوريا من لبنان أدى الى دخول دول الضد وتشكلت مجموعات معادية لسوريا ,بدأت بالشعارات في ساحة النجمة وانتهت بالسلاح والمقاتلين والممرات القاتلة في طرابلس وعكار ووادي خالد.
لكن اللاعبين الجدد في لبنان وبعض اللاعبين القدامى مثل امين الجميل ووليد جنبلاط (وسمير جعجع, القاتل البريء ) ليسوا بصدد التعلم ولا الإعتبار لأنهم متعيشين وصانعي حروب وهذا جزأ من كيانهم وثقافتهم لسياسية ودورهم الوجودي .(أنا أعيث فسادا إذا أنا موجود)
عادوا ليلعبوا ويعبثوا من جديد وهذه المرة تحت مزراب المال الخليجي وسيل الدعم الخارجي الأمريكي والاروبي ,وكلاما معسولا ووعود بجنات تجري من تحتها الانهار ,اذا النظام السوري انهار .
نسيوا معادلتان في منتهى الأهمية وهما معادلة واحدة في النهاية .
معادلة اعادة البناء والهيكلية العسكرية للجيش اللبناني على اساس وطني وعقائدي على ايدي السوريين ومعادلة المقاومة التي حققت توازن الرعب مع اعتى دولة عدوانية في العالم بفضل سوريا , ومن هنا اصبح من الصعب تمرير شروط وسلوكيات السبعيات ,مع كل هذه الظغوط التي تمارس على الجيش والمقاومة .ومايحدث في طرابلس لا يشغل بال البيروتيين وسكان الجبل على مايبدو خاصة من مشعلي الحرائق في 14 اذار ,لكنهم يرتكبون حماقة جديدة من حماقاتهم لانهم سوف يحرقون ايديهم قبل ان ينجحوا بايصال الحرائق حيث يشتهون.
تبقى هناك مفارقة مؤلمة لمن يريد ان يرى قليلا أن سوريا دائما تمد يد العون إلى اشقائها وإلى دول الجوار في ازماتهم بكل سخاء وكرم واصالة .
استضافت حوالي مليونين عراقي بدون ضجيج وبدون استعطاء من المنظمات العالمية ,واستضافت اللبنانيين واغدقت عليهم بالمساعدات على الرغم ان البعض يتهم سوريا بالاستثراء من لبنان ,وكأن الثروات الوطنية تقاس باستثراء المهربين والفاسدين من ضباط ورجال سياسة من الطرفين .
وحين عطش الأردن واخلت به اسرائيل واعطته ماء ملوث ولم يكن لديه امكانية لشراء القمح ,ارسلت له سوريا القمح والماء .
واليوم تفتح هذه الدول حدودها وهوائها وفضائها للإعتداء على سوريا والمبالغة في وصف جميع الرعايا المقيمين على اراضيها كلاجئين وبعضها يقوم بمناورات مع اعداء سوريا والبعض يقود حملات عسكرية من اراضيه ,والأمر من ذلك ان ابناء سوريا نفسها هم شركاء لهؤلاء في استضعاف واستهداف هيبة سوريا وعظمتها وكبرياها وسيادتها الوطنية .
تيسير نصرالدين
01/06/2012ميلانو
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين