هناك ثلاث صور هزت العالم في القرن العشرين، إحداها لصبي يهودي وهو متجه نحو المحرقة أثناء الحرب العالمية الثانية ونظرة الرعب في عينيه، والثانية لفتاة فيتنامية تركض عارية والنار تشتعل في ظهرها بعد قصف بيتها بقنبلة نابالم من قبل القوات الأمريكية، والثالثة صورة محمد الدرة، ولو أخذنا عاملاً مشتركاً يجمع هذه الصور، لوجدنا أن جميع من في هذه الصور كانوا أحياء لحظة التقاط الصورة.
من البديهي أن الإنسان الواقع مباشرة تحت المعاناة، يثير التعاطف حين يكون حياً أكثر مما تثيره الجثة، لأن جثة أي إنسان تكون عمليا قد انتهى أمرها من الحياة، وبالتالي لا يمكن أن نفعل لها شيئا، بينما نحس برغبتنا الشديدة في القيام بمساعدة ذلك الشخص المصاب أو المتعرض للخطر حين يكون ما يزال حياً.
إن تكرار صورة الدم على المدى المتوسط، تخلق حالة من التشبع، فيصبح المشهد مألوفاً وبحاجة إلى ما هو أكثر كي يحرك العواطف الإنسانية، وربما يكون في مشهد محمد الدرة وهو في حضن أبيه مثالاً واضحاً على ما أقول، ففي الأيام الأولى للحادثة، لم يتمكن أحد من حبس دموعه حين شاهد محمد الدرة وهو يموت أمام الكاميرا، أما مع الوقت، فقد تحول محمد الدرة إلى مجرد مشهد لا يثير التعاطف، وهذا بسبب الزخم الذي عرضت فيه الصورة على مر الأيام والسنوات.
أما صورة فارس عودة، فلم ينتهي تأثيرها، رغم معرفة العالم بأن هذا الولد الفلسطيني قد استشهد في أحد المظاهرات، والسبب يرجع إلى أن عودة في الصورة حي، يواجه الدبابة، وموته يتركب في مخيلة أي شخص كما يرغب، وتخيل موت شخص، أصعب بكثير من رؤيته ميتاً، لأن رؤيته كميت تضع الخيال في إطار الصورة التي شاهدها العقل وينتهي الأمر، أما حين نسمع عن موته حتى بتفاصيله، فإننا ننسج الصورة التي تبقى أبداً في ذاكرتنا لأننا نحن من صنع هذه الصورة، ولذا فإن المَشاهد التي تحمل صور حذاء أو لعبة أو قطعة ملابسة بعد القصف لها تأثير أكبر بكثير من تأثير الجثة نفسها لأنها تساعد في تشكيل صورة من كان يستعملها قبل استشهاده.
هل ما يحصل في سوريا اصبح مألوفا لدينا هل الدم السوري رخيص انا شخصيا لا اعتقد هذا الى متى هذا الارهاب سوريا ستبق شامخة مهما بلغت التضحيات
من البديهي أن الإنسان الواقع مباشرة تحت المعاناة، يثير التعاطف حين يكون حياً أكثر مما تثيره الجثة، لأن جثة أي إنسان تكون عمليا قد انتهى أمرها من الحياة، وبالتالي لا يمكن أن نفعل لها شيئا، بينما نحس برغبتنا الشديدة في القيام بمساعدة ذلك الشخص المصاب أو المتعرض للخطر حين يكون ما يزال حياً.
إن تكرار صورة الدم على المدى المتوسط، تخلق حالة من التشبع، فيصبح المشهد مألوفاً وبحاجة إلى ما هو أكثر كي يحرك العواطف الإنسانية، وربما يكون في مشهد محمد الدرة وهو في حضن أبيه مثالاً واضحاً على ما أقول، ففي الأيام الأولى للحادثة، لم يتمكن أحد من حبس دموعه حين شاهد محمد الدرة وهو يموت أمام الكاميرا، أما مع الوقت، فقد تحول محمد الدرة إلى مجرد مشهد لا يثير التعاطف، وهذا بسبب الزخم الذي عرضت فيه الصورة على مر الأيام والسنوات.
أما صورة فارس عودة، فلم ينتهي تأثيرها، رغم معرفة العالم بأن هذا الولد الفلسطيني قد استشهد في أحد المظاهرات، والسبب يرجع إلى أن عودة في الصورة حي، يواجه الدبابة، وموته يتركب في مخيلة أي شخص كما يرغب، وتخيل موت شخص، أصعب بكثير من رؤيته ميتاً، لأن رؤيته كميت تضع الخيال في إطار الصورة التي شاهدها العقل وينتهي الأمر، أما حين نسمع عن موته حتى بتفاصيله، فإننا ننسج الصورة التي تبقى أبداً في ذاكرتنا لأننا نحن من صنع هذه الصورة، ولذا فإن المَشاهد التي تحمل صور حذاء أو لعبة أو قطعة ملابسة بعد القصف لها تأثير أكبر بكثير من تأثير الجثة نفسها لأنها تساعد في تشكيل صورة من كان يستعملها قبل استشهاده.
هل ما يحصل في سوريا اصبح مألوفا لدينا هل الدم السوري رخيص انا شخصيا لا اعتقد هذا الى متى هذا الارهاب سوريا ستبق شامخة مهما بلغت التضحيات
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين