كاظم الساهر
ما زال بالدنيا خير
هكذا سأبدأ بوصفه ( ما زال بالدنيا خير ) بعد أن وصل بنا اليأس لدرجة سحيقة بأن الفن انتهى منذ أواسط الثمانينيات .
لكن ظهور هذا القيصر رمم المعنويات المتداعية ، وأطال عمر الأمل بأن دنيا الفن ما خلت بعد ، ورحم الفن ما زال يلد .
أول ظهور له كان ب ( عبرت الشط على مودك ) من كلماته وألحانه ، فكان البعض يقول ( شو جاي يعمل هذا ؟؟ ) لأن هذه الأغنية أتت بوقت كان به الغناء واللحن والكلام الصحيح هو حالة رجعية معيبة .
تبعها بأغان وألبومات رائعة من حيث الكلام أولاً واللحن الموازي للكلام ، والأداء الرائع المتعوب عليه .
ماذا يقصد كاظم الساهر ؟؟
بدأ يلفت الأنظار ، بدأ نجمه يعلو ، بدأ يفرض احترام الجميع له وتقديرهم لأعماله كلها .
لا تخلو أغنية له من موضوع يجسّد حالة عشق ( بنت زيدونية ) نسبة لابن زيدون .
عاشق مخلص ، لا يباريه روميو بالوله بمعشوقته .
التبست حالة العشق هذه عند كاظم الساهر بين إخلاصه بالحب لامرأة ، وبين لوعة قلبه على بلده الجريح .
فكانت أغانيه كلها لا تخلو من صرخات تعبيرية ، يرسل صوته لأعلى الطبقات لكن ليس للغناء ، بل للتأوه والتعبير . ( كالفرق بين جواباته وجوابات ملحم بركات مثلاً ، فملحم جواباته غنائية بحتة وصوته أكثر جودة وجمال ).
صرخاته بها جروح ، صوته به تعبير لهذه الجروح أكثر بكثير مما به جمال وجودة .
فلو أخذنا مقطع لصوته ، وحللناه بمقاييس جودة وجمال الصوت ، فلن يأخذ نقاط رابحة . لكن نقاطه الرابحة كانت بالتعابير والمشاعر والقصد الذي قدمه بصوته وجواباته التي أصفها بالصرخات الملتاعة . لذا فقد عرف كاظم توضيف صوته لما يقصد ، فجسّد حالة عشق ولوعة ونداء أكثر مما جسّد جو غنائي .
هذا الذي جسّده كاظم الساهر ، كاد بيوم ما أن يودي به للحضيض حين كان حضوره الإعلامي كثيف باللقاءات والمقابلات ، لكنه تاب عنها فيما بعد .
حين قدم الجو العراقي بأغانيه كان ملكاً ( عبرت الشط ، سلمتك بيد الله ، وين آخذك ، ال تلدغو حية ، لا تحرموني منه ، إغسلي بالبَرَد ...... ) وأغلبها للشاعر ( كريم العراقي ) هذا الشاعر الذي يعرف مربط خيل موهبة كاظم . ثم قدم أغان لكتاب غير عراقيين ( بيت العنا والعجايب .... ) فكان رائعاً .
أصر كاظم أن يصل لهدفه المنشود ( نزار قباني ) فوصل ، ونال من نزار ما لم ينله أحد ، لكن هذا نزار وما أدراك ما نزار .
نزار قباني ، حين يقترب منه أي ملحن ، عليه أن يضاعف من قدراته خمس مرات كي يوازي كلمات نزار قباني .
لم ينجح بتلحين قصائده إلا ( محمد عبد الوهاب بأغنية أيظن _ محمد الموجي بأغنيتي _ قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء _ والأخوان رحباني ببعض قصائده ) لماذا ؟؟ لأن الماء الرقراق العذب والغزير بكلمات نزار قباني لا يمكن لأي قالب أن يحتويه بسهولة أو يكون بمستواه . لذا فلم يكن كاظم بمستوى من سبقوه ، وأقول هذا بكل جرأة : إن ألحان كاظم لقصائد نزار قباني لم تكن أبداً بمستوى الكلمات . إنما كانت تمثال موسيقي جميل ، تمثال ليس أكثر . منظر رائع ومنمق لحديقة بها ورود وأعشاب وسواقي ، لكنها اصطناعية . ألحان كأنها فاكهة من بيوت بلاستيكية .
إذ بقيت الكلمات هي الأبرز ، وبقي ماءها العذب ينكسب خارج القالب اللحني الذي وُضِع لها . أما الشهرة التي نالتها تلك الأغاني فهي بسبب كلماتها .
ومع هذا فهذه الأغاني تزيد من احترامي لكاظم الساهر لسببين هما :
1 _ جرأته على الاقتراب من كلمات نزار قباني .
2 _ وهو الأهم ، أن كاظم الساهر يفعل كل ما بوسعه كي يحترم المستمعين له . وهذه صفة رائعة . حتى ولو لم تعجبني الأغاني لكنه يحترمني ويقدرني كمستمع.
قدم بالعام الماضي أغنية ( هارب ) من أروع ما سمعت لحناً وكلاماً ( هارب من الأيام ... هارب من الأحلام ... من كل مدينة وحارس وأبواب ...)
ثم قدم ( مدينة الحب ) والله حين لفظ آهته التي تخترق القلب ، رددت حوالي 10 مرات دون وعي مني ( هذا محترم .. محترم والله .. كاظم محترم .. محترم ).
كاظم الساهر فقد 9 كيلو غرامات من وزنه عام 2003 ، وكم نال من احترامي وتقديري له ، وكم كبر بعيني أكثر مما كان كبير . فقد 9 كيلو غرامات ، أنتم تعرفون لماذا فقد هذا الوزن . كبر بعيني كثيراً حين اتسع جرح بلده . وغاب عن الأنظار فترة ..... وكفى .
بأول التسعينيات اتهمه البعض أنه ركب عاطفة الناس على العراق ، فأحبوه لهذا ، لأنه في ذاك الوقت لم يظهر من العراق أي مطرب غيره ، لكنني لا أدعم هذه الفكرة . فكاظم أثبت أنه محترم محترف وفنان كبير . وكل نساء الدنيا عاليات المزاج والأشجان، يبحثن عن عاشق ينبثق من أغاني كاظم الساهر .
آخر الكلام هو عودة على بدء بقولي : كاظم ، الفنان المحترم الوحيد الذي ظهر منذ 20 عام ، أطال عمر الأمل وأثبت أن ما زال بالدنيا خير .
ما زال بالدنيا خير
هكذا سأبدأ بوصفه ( ما زال بالدنيا خير ) بعد أن وصل بنا اليأس لدرجة سحيقة بأن الفن انتهى منذ أواسط الثمانينيات .
لكن ظهور هذا القيصر رمم المعنويات المتداعية ، وأطال عمر الأمل بأن دنيا الفن ما خلت بعد ، ورحم الفن ما زال يلد .
أول ظهور له كان ب ( عبرت الشط على مودك ) من كلماته وألحانه ، فكان البعض يقول ( شو جاي يعمل هذا ؟؟ ) لأن هذه الأغنية أتت بوقت كان به الغناء واللحن والكلام الصحيح هو حالة رجعية معيبة .
تبعها بأغان وألبومات رائعة من حيث الكلام أولاً واللحن الموازي للكلام ، والأداء الرائع المتعوب عليه .
ماذا يقصد كاظم الساهر ؟؟
بدأ يلفت الأنظار ، بدأ نجمه يعلو ، بدأ يفرض احترام الجميع له وتقديرهم لأعماله كلها .
لا تخلو أغنية له من موضوع يجسّد حالة عشق ( بنت زيدونية ) نسبة لابن زيدون .
عاشق مخلص ، لا يباريه روميو بالوله بمعشوقته .
التبست حالة العشق هذه عند كاظم الساهر بين إخلاصه بالحب لامرأة ، وبين لوعة قلبه على بلده الجريح .
فكانت أغانيه كلها لا تخلو من صرخات تعبيرية ، يرسل صوته لأعلى الطبقات لكن ليس للغناء ، بل للتأوه والتعبير . ( كالفرق بين جواباته وجوابات ملحم بركات مثلاً ، فملحم جواباته غنائية بحتة وصوته أكثر جودة وجمال ).
صرخاته بها جروح ، صوته به تعبير لهذه الجروح أكثر بكثير مما به جمال وجودة .
فلو أخذنا مقطع لصوته ، وحللناه بمقاييس جودة وجمال الصوت ، فلن يأخذ نقاط رابحة . لكن نقاطه الرابحة كانت بالتعابير والمشاعر والقصد الذي قدمه بصوته وجواباته التي أصفها بالصرخات الملتاعة . لذا فقد عرف كاظم توضيف صوته لما يقصد ، فجسّد حالة عشق ولوعة ونداء أكثر مما جسّد جو غنائي .
هذا الذي جسّده كاظم الساهر ، كاد بيوم ما أن يودي به للحضيض حين كان حضوره الإعلامي كثيف باللقاءات والمقابلات ، لكنه تاب عنها فيما بعد .
حين قدم الجو العراقي بأغانيه كان ملكاً ( عبرت الشط ، سلمتك بيد الله ، وين آخذك ، ال تلدغو حية ، لا تحرموني منه ، إغسلي بالبَرَد ...... ) وأغلبها للشاعر ( كريم العراقي ) هذا الشاعر الذي يعرف مربط خيل موهبة كاظم . ثم قدم أغان لكتاب غير عراقيين ( بيت العنا والعجايب .... ) فكان رائعاً .
أصر كاظم أن يصل لهدفه المنشود ( نزار قباني ) فوصل ، ونال من نزار ما لم ينله أحد ، لكن هذا نزار وما أدراك ما نزار .
نزار قباني ، حين يقترب منه أي ملحن ، عليه أن يضاعف من قدراته خمس مرات كي يوازي كلمات نزار قباني .
لم ينجح بتلحين قصائده إلا ( محمد عبد الوهاب بأغنية أيظن _ محمد الموجي بأغنيتي _ قارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء _ والأخوان رحباني ببعض قصائده ) لماذا ؟؟ لأن الماء الرقراق العذب والغزير بكلمات نزار قباني لا يمكن لأي قالب أن يحتويه بسهولة أو يكون بمستواه . لذا فلم يكن كاظم بمستوى من سبقوه ، وأقول هذا بكل جرأة : إن ألحان كاظم لقصائد نزار قباني لم تكن أبداً بمستوى الكلمات . إنما كانت تمثال موسيقي جميل ، تمثال ليس أكثر . منظر رائع ومنمق لحديقة بها ورود وأعشاب وسواقي ، لكنها اصطناعية . ألحان كأنها فاكهة من بيوت بلاستيكية .
إذ بقيت الكلمات هي الأبرز ، وبقي ماءها العذب ينكسب خارج القالب اللحني الذي وُضِع لها . أما الشهرة التي نالتها تلك الأغاني فهي بسبب كلماتها .
ومع هذا فهذه الأغاني تزيد من احترامي لكاظم الساهر لسببين هما :
1 _ جرأته على الاقتراب من كلمات نزار قباني .
2 _ وهو الأهم ، أن كاظم الساهر يفعل كل ما بوسعه كي يحترم المستمعين له . وهذه صفة رائعة . حتى ولو لم تعجبني الأغاني لكنه يحترمني ويقدرني كمستمع.
قدم بالعام الماضي أغنية ( هارب ) من أروع ما سمعت لحناً وكلاماً ( هارب من الأيام ... هارب من الأحلام ... من كل مدينة وحارس وأبواب ...)
ثم قدم ( مدينة الحب ) والله حين لفظ آهته التي تخترق القلب ، رددت حوالي 10 مرات دون وعي مني ( هذا محترم .. محترم والله .. كاظم محترم .. محترم ).
كاظم الساهر فقد 9 كيلو غرامات من وزنه عام 2003 ، وكم نال من احترامي وتقديري له ، وكم كبر بعيني أكثر مما كان كبير . فقد 9 كيلو غرامات ، أنتم تعرفون لماذا فقد هذا الوزن . كبر بعيني كثيراً حين اتسع جرح بلده . وغاب عن الأنظار فترة ..... وكفى .
بأول التسعينيات اتهمه البعض أنه ركب عاطفة الناس على العراق ، فأحبوه لهذا ، لأنه في ذاك الوقت لم يظهر من العراق أي مطرب غيره ، لكنني لا أدعم هذه الفكرة . فكاظم أثبت أنه محترم محترف وفنان كبير . وكل نساء الدنيا عاليات المزاج والأشجان، يبحثن عن عاشق ينبثق من أغاني كاظم الساهر .
آخر الكلام هو عودة على بدء بقولي : كاظم ، الفنان المحترم الوحيد الذي ظهر منذ 20 عام ، أطال عمر الأمل وأثبت أن ما زال بالدنيا خير .
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين