المعلم ساطور
ساطور هذا عربي أعرابي عارب ، من أعماق الصحراء .
ساطور راح على السفارة البريطانية حتى يطلب إذن زيارة ، رح يروح سياحة على لندن .
ساطور أخذ نموذج تعبئة المعلومات ، ساطور ما بيعرف يقرأ ، لا عربي ولا إنكليزي .
السكرتيرة الشقراء طلبت مترجم وصارت تسأل عن معلومات ساطور
Name ?
قال المترجم : بتسألك ، شو إسمك ؟
قال :
قولها ، ساطور اللي يشق راسك .
العمر ؟
قال : بعدني شباب ، وأهد حيطان .
يعني كم ؟
قال : يا خوي قول 30 قول 40 قول اللي تريده ..
الحالة الاقتصادية ؟؟
قال : ويش هاظ ( ما هذا ؟؟ )
حالتك المادية ، غني أم فقير ؟؟
قال : الحالة زينة .
سبب الزيارة ؟؟
مسك ساطور شاربه بعد ما انتشى بأهميته وصار يقول لنفسه : يا زينك يا شيييييخ ساطور ، قديش أنت مهم ، عاد ليش يسألون عنك كثير ، أنت شاغل بال الإنكليز ... ثم أجاب : قولها أريد أتقهوى بلندن .
الحالة الاجتماعية ؟؟
قال : ويش هاظ ؟؟ إيش تقصد ؟؟
يعني : متأهل أم عازب يا ساطور ؟؟
قال : لعبت عين هالمزيونة علي ؟؟ قولها : يا حسافة ، الحالة متأهل ، بس أقدر أثنّي .
الحالة الصحية ؟؟
قال : زينة .
الجنس ؟؟
قال ساطور بعد ما سخسخ : قولها الحالة منتازة ، منتااااااازة ( ممتازة ) .
المترجم قال : تقصد ، ذكر أم أنثى ؟؟
قال ساطور : مو مشكلة ، الإثنين ، كلو يمشي .
قال المترجم : يا ساطور ، السكرتيرة لا زم تعرف الجواب إسا منك أنت .
قال ساطور : يا خوي إسا ماكو مجال ، شو سخسخت ؟؟ قولها تروح مضاربنا أو أشوفها بمضاربهم بلندن.
***************
سعيد عقل ذو العبقرية الخاصة والمنفردة ، في حواره مع الإعلامية جيزيل خوري ببرنامجها ( حوار العمر ) ، كانت تحاوره بمساعدة شابين من المختصين بشعر سعيد عقل .
وصلوا بالحوار معه عن رأيه وموقفه من الجنس الثالث ( المخنّثين ) وذلك بالمؤتمر الذي عقد ( لا أذكر أين ) حول التشريع لهم بممارسة حياتهم كما يشاؤون ( زواج وحب ... ) وكان سعيد عقل من المدعوين ، فقال :
أنا كنت معارض لقرار السماح للجنس الثالث بممارسة حياتهم كما يحلو لهم .
فسأله أحد الشابين : لماذا يا أستاذ سعيد ، وأنت من المنادين بحقوق الإنسان .؟؟
أجابه سعيد عقل : نعم ، أنا من المنادين بحقوق الإنسان وتقرير المصير لكن من دون أن يضر هذا بالتاريخ .
سأله الشاب : كيف ؟ وماذا تعني ؟؟
قال سعيد عقل : التاريخ هو الشعر ، الشعر هو ديوان العالم ، وبهذا القرار سيضرون بالشعر .
قال الشاب : أوضح يا أستاذ .
قال سعيد عقل : إن إلهام الشاعر هو جمال المرأة ، فأنا كشاعر ، أستلهم من جمال هذه السيدة ( وأشار إلى جيزيل خوري ) تكون أمامي جميلة مثلها فأعشقها فأكتب لها ، وبقرارهم بالمؤتمر بصير إكتب لواحد مثلك ( بدك اياني صير إكتبلك إلك ؟؟ ) .
**********************
أكل المغلظات :
رجل بالستين من عمره ، شقيقه بالسبعين ، هما شعبيي المزاج ومن نمط الفلاحين الطيبين في بلدنا .
أصيب ذو الستين بجلطة ، فمنعه الأطباء عن أكل المغلظات ، فلم يفهما معنى هذه الكلمة طبياً ، وهي تعني الأكل الدسم الغليظ .
المهم دخلت هذه الكلمة للتداول اليومي بين أسرتي الأخوين . كلما وضع الطعام يقول ذو الستين : لا ، فهذا من المغلظات ، تلك مغلظات ، لا آكل مغلظات ... وهكذا يومياً ، مغلظات مغلظات ...
ملّ وتذمر الرجل بعد شهرين وتعبت نفسه من هذا الروتين بالأكل .
سأله أخوه ذو السبعين : صرعتنا يا أخي ، شو هاي المغلظات ؟؟ والله ما فهمتها .
فقال ذو الستين : المنسف مغلظات ، اللحم مغلظات ، الغمة مغلظات ، الدجاج مغلظات ، الكراعين مغلظات ..... وروح عني جيتك ، مليت يا أخي يلعن أبو هالحالة والله .
فقال ذو السبعين مستغرباً : أف .. أف .. شو بدك تاكل ؟؟ ما بقي شي ... مش حالة هالحالة يا أخي .
فقال ذو الستين متنفراً متذمراً : ما بقي آكل غير ذيل الحمار .. أبو هالعمر .
فقال ذو السبعين : ذيل الحمار ؟؟ غليظ كثير .. أغلظ منو ما في أبداً. غلظو هالكثر هه (مشيراً بيديه على غلظه) .
فضحك كل من كان موجود على هذه الكلمة .
فصرخ ذو الستين متنفراً من أخيه : يا دقن النحس ، أنا أشكو لك ومن المفروض تبكي ، بس أنت قاعد تنكت عليي ؟؟
*************
شاب من أقاربي ، خفيف الظل جداً جداً ، خاصة وهو غاضب ، أو لما أحد يستفزه حين يكون مرهق يائس وتعبان .
كنت أنا ( بارد الدم وثقيل الظل عليه ) أفهمه جداً وأعرف طرق استفزازه حتى تثور ثائرته ضدي ، وأنال مرادي من الضحك ونصيبي من السب والشتم والمصطلحات المتعلقة به . دائماً كان حين يراني مقبلاً نحوه ، يصرخ علي : إذا ماكل هوى ( يقصد ثوم أو بصل ) لا تقرب عليي ، إحكيني من بعيد وأنا رح أفهم عليك .
ردات فعله الانفعالية صارت نهجاً للجميع .
كان متهماً دائماً من أبيه بأنه سبب لأي عطل بأي جزء من التراكتور الأحمر( يونيفر سال ) ليموزين على رأيه.
رحنا نفلح أرض أحد الباشاوات ، فيها جفنات عنب ، هو يسوق الجرار ( يونيفر سال ليموزين ) وأنا أتعارك مع جفنات العنب لأزيحها من دربه ، قضبان الزبارة مثل سياط الجلاد حين تفلت من يدي وتلسعني .
جرح رجله ، فصار يدوس على الفرامل بيده ، طالع نازل بكل وقوف أو مشي للجرار، يكفر ويهد ويرعد ويزبد ، لأنني أقول له كل ما يطلع وينزل : شكلك مثل الحرذون تماماً ، حرذون على صخرة واقف تحت الشمس ، راسو مثل راسك طالع نازل .
فيصرخ بي : روح من هوووووون يا ..... ما بدي اياك تشتغل ولاه .
بعد شوي انكسرت يد الديسك من تلقاء ذاتها . مسكها وصمت طويلاً وهو ينظر إليها ويهمهم ، فوقف وبدأ يصرخ : إسا لو بتنزل الملائكة من عند الله ، ولو بحلف قدام بيي ألف يمين إنها انكسرت لحالها ، ممكن يصدقني ؟؟؟
ثم رماها بكل قوته ، ماداً ذراعه على طولها .
وما أن تقدم بالتراكتور متر واحد ، كنت أنا شاداً جفنة العنب الطويلة كي يمر ، فتركتها من يدي صوبه ، فلسعه قضيب الزبارة على ( سفح خده ) لسعة سوط جلاد . وباقي القضبان هشمت وجهه ، فصار ( ينفّض ) وجهه بسرعة وتنفر ، وقف وكلتا يديه مرفوعتين لفوق يقول : يا الله ... يا اللللللللله شو هالمصيبة بمعاشرة هالمقيت ( يقصدني أنا ) ثم ترك التراكتور يسير ونزل عنه وركض نحوي ، هربت بكل سرعتي ، وضحكي أعجزني ... والله لو مسكني كان ( هرى نعمتي ) . الله ستر أن الباشا صاحب الأرض وصل للتو ، فسألنا :
شو في ؟؟ ليش عبتركضو ورا بعضكم ؟؟
فأجبته : أنا راكض جيب المنكوش لأقتل الحية ، وهو هربان منها .
يا ستار قديش همهم على هالكلام وقديش نعرني ولطزني على خاصرتي .
بعد شوي ، دخلت مع الباشا لغرفة العدة ، ثم خرجت ولم أر صاحبي ، أيقنت تماماً أنه خلف تلة من قضبان الزبارة ( قضبان العنب ) مقرفص يقوم ( بحجة نفسه ) ، يصفر ويرندح ( يا سهول بلادي يا خضرا ) ، ركبت أنا على التراكتور وتقدمت من خلف تلة القضبان ، هو يظن أنني غافل عنه ، صرت أدفع القضبان بالتراكتور وكأنني غافل عن وجوده خلفها ، بدأ يصرخ بصوته الأجش : وقف يا حمااااااار ، يا مقيت ، يا غجري .
لم أعره اهتمام ... حتى أهلت القضبان صوبه ، فما كان منه إلا أن وقف قبل أن يرفع ملابسه وصار يركض ، ورآه الباشا على هذه الحالة .
هذا الشاب سيدخل الجنة بسببي .
****************
بالخمسين من عمره ، عصبي المزاج ، خفيف الظل بعصبيته النارية ، يحب النوم لدرجة الوله ، لابد له من شتم من يوقظه حتى لو كان على موعد ضروري ، وكم مرة كسر المنبه الذي عيّره هو ، هذا الرجل يبغض إن وقعت عليه نقطة ماء بارد حتى بأشد أيام الحر .
بيوم صقيع ، أتى للبيت من عمله ظهراً ، قال لزوجته : سخني المي لأتحمم .
حملت ثلاث تنكات بالتناوب من البرميل ووضعتها بالسخانة على البابور ، كان هو قد غفا .
قوم تحمم منشان الله .... لكن لا جدوى .
وصل أخوه صاحب النكات والفكاهة ، فسأل : شو في ؟؟ قالت له زوجة الأخ النائم : عذبني بحمل الماء وتسخينه ثم ، هذا هو ، نائم ولا أجرؤ على إيقاظه .
دخل الأخ الآخر للحمام فتحمم على السر والساكت ، ثم أضاف ماء بارد على السخانة حتى صار الماء بارد جداً . وارتدى ( غيارات أخوه النظيفة ) .
أيقظ أخيه ثم ذهب ،،،، جلس صاحب البيت على ( الطبلية ) فأمسكت زوجته ( طاسة كبيرة من الماء ) وهي لا تدري ببرودتها ، وصبتها على ظهره ....
آآآآآححححححح انقطع نفسه ومد يديه وتشنج ، ولم يستطع نطق كلمة بسبب صعوبة التنفس ، فقالت زوجته :
يا باري ، شو باك ؟؟ وحملت طاسة ثانية وصبتها من جديد وهي لا تدري .
آآآآآآآآآححححح ، التقط أنفاسه ودفع بعيداً عنه ، وخرج مستغيثاً متمتماً بأقذع الألفاظ ، صار يبرم حول نفسه مرتجف الحنك متشنج اليدين قائلاً : آآآحححححيييييي دخيل الله ، آآآآحححححووووووو دخيلكن .
صرخ أخيراً مشتاط من الغضب : ما في غير هالأزعر اللي عملها معي ( يقصد أخيه الذي ذهب منذ قليل ) .
وزوجته تلحق به مش عارفة شي ولا حاسة بشي ، قائلة : يا باري ، شو باك ؟؟ تعال كمّل حمامك .
صرخ : لاحقتيني لهووووون بالطاسة ؟ روحي عنننننييييي .
ساطور هذا عربي أعرابي عارب ، من أعماق الصحراء .
ساطور راح على السفارة البريطانية حتى يطلب إذن زيارة ، رح يروح سياحة على لندن .
ساطور أخذ نموذج تعبئة المعلومات ، ساطور ما بيعرف يقرأ ، لا عربي ولا إنكليزي .
السكرتيرة الشقراء طلبت مترجم وصارت تسأل عن معلومات ساطور
Name ?
قال المترجم : بتسألك ، شو إسمك ؟
قال :
قولها ، ساطور اللي يشق راسك .
العمر ؟
قال : بعدني شباب ، وأهد حيطان .
يعني كم ؟
قال : يا خوي قول 30 قول 40 قول اللي تريده ..
الحالة الاقتصادية ؟؟
قال : ويش هاظ ( ما هذا ؟؟ )
حالتك المادية ، غني أم فقير ؟؟
قال : الحالة زينة .
سبب الزيارة ؟؟
مسك ساطور شاربه بعد ما انتشى بأهميته وصار يقول لنفسه : يا زينك يا شيييييخ ساطور ، قديش أنت مهم ، عاد ليش يسألون عنك كثير ، أنت شاغل بال الإنكليز ... ثم أجاب : قولها أريد أتقهوى بلندن .
الحالة الاجتماعية ؟؟
قال : ويش هاظ ؟؟ إيش تقصد ؟؟
يعني : متأهل أم عازب يا ساطور ؟؟
قال : لعبت عين هالمزيونة علي ؟؟ قولها : يا حسافة ، الحالة متأهل ، بس أقدر أثنّي .
الحالة الصحية ؟؟
قال : زينة .
الجنس ؟؟
قال ساطور بعد ما سخسخ : قولها الحالة منتازة ، منتااااااازة ( ممتازة ) .
المترجم قال : تقصد ، ذكر أم أنثى ؟؟
قال ساطور : مو مشكلة ، الإثنين ، كلو يمشي .
قال المترجم : يا ساطور ، السكرتيرة لا زم تعرف الجواب إسا منك أنت .
قال ساطور : يا خوي إسا ماكو مجال ، شو سخسخت ؟؟ قولها تروح مضاربنا أو أشوفها بمضاربهم بلندن.
***************
سعيد عقل ذو العبقرية الخاصة والمنفردة ، في حواره مع الإعلامية جيزيل خوري ببرنامجها ( حوار العمر ) ، كانت تحاوره بمساعدة شابين من المختصين بشعر سعيد عقل .
وصلوا بالحوار معه عن رأيه وموقفه من الجنس الثالث ( المخنّثين ) وذلك بالمؤتمر الذي عقد ( لا أذكر أين ) حول التشريع لهم بممارسة حياتهم كما يشاؤون ( زواج وحب ... ) وكان سعيد عقل من المدعوين ، فقال :
أنا كنت معارض لقرار السماح للجنس الثالث بممارسة حياتهم كما يحلو لهم .
فسأله أحد الشابين : لماذا يا أستاذ سعيد ، وأنت من المنادين بحقوق الإنسان .؟؟
أجابه سعيد عقل : نعم ، أنا من المنادين بحقوق الإنسان وتقرير المصير لكن من دون أن يضر هذا بالتاريخ .
سأله الشاب : كيف ؟ وماذا تعني ؟؟
قال سعيد عقل : التاريخ هو الشعر ، الشعر هو ديوان العالم ، وبهذا القرار سيضرون بالشعر .
قال الشاب : أوضح يا أستاذ .
قال سعيد عقل : إن إلهام الشاعر هو جمال المرأة ، فأنا كشاعر ، أستلهم من جمال هذه السيدة ( وأشار إلى جيزيل خوري ) تكون أمامي جميلة مثلها فأعشقها فأكتب لها ، وبقرارهم بالمؤتمر بصير إكتب لواحد مثلك ( بدك اياني صير إكتبلك إلك ؟؟ ) .
**********************
أكل المغلظات :
رجل بالستين من عمره ، شقيقه بالسبعين ، هما شعبيي المزاج ومن نمط الفلاحين الطيبين في بلدنا .
أصيب ذو الستين بجلطة ، فمنعه الأطباء عن أكل المغلظات ، فلم يفهما معنى هذه الكلمة طبياً ، وهي تعني الأكل الدسم الغليظ .
المهم دخلت هذه الكلمة للتداول اليومي بين أسرتي الأخوين . كلما وضع الطعام يقول ذو الستين : لا ، فهذا من المغلظات ، تلك مغلظات ، لا آكل مغلظات ... وهكذا يومياً ، مغلظات مغلظات ...
ملّ وتذمر الرجل بعد شهرين وتعبت نفسه من هذا الروتين بالأكل .
سأله أخوه ذو السبعين : صرعتنا يا أخي ، شو هاي المغلظات ؟؟ والله ما فهمتها .
فقال ذو الستين : المنسف مغلظات ، اللحم مغلظات ، الغمة مغلظات ، الدجاج مغلظات ، الكراعين مغلظات ..... وروح عني جيتك ، مليت يا أخي يلعن أبو هالحالة والله .
فقال ذو السبعين مستغرباً : أف .. أف .. شو بدك تاكل ؟؟ ما بقي شي ... مش حالة هالحالة يا أخي .
فقال ذو الستين متنفراً متذمراً : ما بقي آكل غير ذيل الحمار .. أبو هالعمر .
فقال ذو السبعين : ذيل الحمار ؟؟ غليظ كثير .. أغلظ منو ما في أبداً. غلظو هالكثر هه (مشيراً بيديه على غلظه) .
فضحك كل من كان موجود على هذه الكلمة .
فصرخ ذو الستين متنفراً من أخيه : يا دقن النحس ، أنا أشكو لك ومن المفروض تبكي ، بس أنت قاعد تنكت عليي ؟؟
*************
شاب من أقاربي ، خفيف الظل جداً جداً ، خاصة وهو غاضب ، أو لما أحد يستفزه حين يكون مرهق يائس وتعبان .
كنت أنا ( بارد الدم وثقيل الظل عليه ) أفهمه جداً وأعرف طرق استفزازه حتى تثور ثائرته ضدي ، وأنال مرادي من الضحك ونصيبي من السب والشتم والمصطلحات المتعلقة به . دائماً كان حين يراني مقبلاً نحوه ، يصرخ علي : إذا ماكل هوى ( يقصد ثوم أو بصل ) لا تقرب عليي ، إحكيني من بعيد وأنا رح أفهم عليك .
ردات فعله الانفعالية صارت نهجاً للجميع .
كان متهماً دائماً من أبيه بأنه سبب لأي عطل بأي جزء من التراكتور الأحمر( يونيفر سال ) ليموزين على رأيه.
رحنا نفلح أرض أحد الباشاوات ، فيها جفنات عنب ، هو يسوق الجرار ( يونيفر سال ليموزين ) وأنا أتعارك مع جفنات العنب لأزيحها من دربه ، قضبان الزبارة مثل سياط الجلاد حين تفلت من يدي وتلسعني .
جرح رجله ، فصار يدوس على الفرامل بيده ، طالع نازل بكل وقوف أو مشي للجرار، يكفر ويهد ويرعد ويزبد ، لأنني أقول له كل ما يطلع وينزل : شكلك مثل الحرذون تماماً ، حرذون على صخرة واقف تحت الشمس ، راسو مثل راسك طالع نازل .
فيصرخ بي : روح من هوووووون يا ..... ما بدي اياك تشتغل ولاه .
بعد شوي انكسرت يد الديسك من تلقاء ذاتها . مسكها وصمت طويلاً وهو ينظر إليها ويهمهم ، فوقف وبدأ يصرخ : إسا لو بتنزل الملائكة من عند الله ، ولو بحلف قدام بيي ألف يمين إنها انكسرت لحالها ، ممكن يصدقني ؟؟؟
ثم رماها بكل قوته ، ماداً ذراعه على طولها .
وما أن تقدم بالتراكتور متر واحد ، كنت أنا شاداً جفنة العنب الطويلة كي يمر ، فتركتها من يدي صوبه ، فلسعه قضيب الزبارة على ( سفح خده ) لسعة سوط جلاد . وباقي القضبان هشمت وجهه ، فصار ( ينفّض ) وجهه بسرعة وتنفر ، وقف وكلتا يديه مرفوعتين لفوق يقول : يا الله ... يا اللللللللله شو هالمصيبة بمعاشرة هالمقيت ( يقصدني أنا ) ثم ترك التراكتور يسير ونزل عنه وركض نحوي ، هربت بكل سرعتي ، وضحكي أعجزني ... والله لو مسكني كان ( هرى نعمتي ) . الله ستر أن الباشا صاحب الأرض وصل للتو ، فسألنا :
شو في ؟؟ ليش عبتركضو ورا بعضكم ؟؟
فأجبته : أنا راكض جيب المنكوش لأقتل الحية ، وهو هربان منها .
يا ستار قديش همهم على هالكلام وقديش نعرني ولطزني على خاصرتي .
بعد شوي ، دخلت مع الباشا لغرفة العدة ، ثم خرجت ولم أر صاحبي ، أيقنت تماماً أنه خلف تلة من قضبان الزبارة ( قضبان العنب ) مقرفص يقوم ( بحجة نفسه ) ، يصفر ويرندح ( يا سهول بلادي يا خضرا ) ، ركبت أنا على التراكتور وتقدمت من خلف تلة القضبان ، هو يظن أنني غافل عنه ، صرت أدفع القضبان بالتراكتور وكأنني غافل عن وجوده خلفها ، بدأ يصرخ بصوته الأجش : وقف يا حمااااااار ، يا مقيت ، يا غجري .
لم أعره اهتمام ... حتى أهلت القضبان صوبه ، فما كان منه إلا أن وقف قبل أن يرفع ملابسه وصار يركض ، ورآه الباشا على هذه الحالة .
هذا الشاب سيدخل الجنة بسببي .
****************
بالخمسين من عمره ، عصبي المزاج ، خفيف الظل بعصبيته النارية ، يحب النوم لدرجة الوله ، لابد له من شتم من يوقظه حتى لو كان على موعد ضروري ، وكم مرة كسر المنبه الذي عيّره هو ، هذا الرجل يبغض إن وقعت عليه نقطة ماء بارد حتى بأشد أيام الحر .
بيوم صقيع ، أتى للبيت من عمله ظهراً ، قال لزوجته : سخني المي لأتحمم .
حملت ثلاث تنكات بالتناوب من البرميل ووضعتها بالسخانة على البابور ، كان هو قد غفا .
قوم تحمم منشان الله .... لكن لا جدوى .
وصل أخوه صاحب النكات والفكاهة ، فسأل : شو في ؟؟ قالت له زوجة الأخ النائم : عذبني بحمل الماء وتسخينه ثم ، هذا هو ، نائم ولا أجرؤ على إيقاظه .
دخل الأخ الآخر للحمام فتحمم على السر والساكت ، ثم أضاف ماء بارد على السخانة حتى صار الماء بارد جداً . وارتدى ( غيارات أخوه النظيفة ) .
أيقظ أخيه ثم ذهب ،،،، جلس صاحب البيت على ( الطبلية ) فأمسكت زوجته ( طاسة كبيرة من الماء ) وهي لا تدري ببرودتها ، وصبتها على ظهره ....
آآآآآححححححح انقطع نفسه ومد يديه وتشنج ، ولم يستطع نطق كلمة بسبب صعوبة التنفس ، فقالت زوجته :
يا باري ، شو باك ؟؟ وحملت طاسة ثانية وصبتها من جديد وهي لا تدري .
آآآآآآآآآححححح ، التقط أنفاسه ودفع بعيداً عنه ، وخرج مستغيثاً متمتماً بأقذع الألفاظ ، صار يبرم حول نفسه مرتجف الحنك متشنج اليدين قائلاً : آآآحححححيييييي دخيل الله ، آآآآحححححووووووو دخيلكن .
صرخ أخيراً مشتاط من الغضب : ما في غير هالأزعر اللي عملها معي ( يقصد أخيه الذي ذهب منذ قليل ) .
وزوجته تلحق به مش عارفة شي ولا حاسة بشي ، قائلة : يا باري ، شو باك ؟؟ تعال كمّل حمامك .
صرخ : لاحقتيني لهووووون بالطاسة ؟ روحي عنننننييييي .
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين