مزاج بارع جداً
أتأبط حزمة من عواطفي وأشجاني منتقاة بعناية ، ثم أعاين الهواء كي لا يأخذ مني أي غصن أو وريقة أو قشة خلال الطريق ، أختار رصيفاً يوصلني ، أنتقي طريقة مشيتي ، مواطئ أقدامي ، سرعتي ، تلفّتي ، حتى أنني أنتقي بحذر بارع كل الأصوات والأغاني لأذني كي لا ترفع أو تُنقص من حرارة حزمتي ، وألا تمددها أو تقلصها ، ثم أتسلل بخطوات الهوينة ، بخطوات حرامي محاصَر ، بين النسمات لأصل لغرفته . ذاك الصديق المختص والمنتقى بعناية ، المنتقى بذكاء الأحاسيس والمشاعر ، المنتقى ، بل المصطفى بعبقرية الصدق .
لا ... لا .. لا ، ربما العكس تماماً ، فغربال أشجاني له شبكة فائقة الحساسية والتجاوب مع حرارة المزاج .
باب ( كوارتي ) متمرد ، لا أسيطر عليه كما أشاء . فهو رهن علو وانخفاض المزاج .
أجل ،،، أجل هو هكذا ، فتلك العواطف والذكريات تتسلل من الغربال ، من باب الكوارة ، وتعلو تحته مثل كثيب ، فأتدلّى أنا مثل البندول ، أنتظر تحت إمرتها ، فتشير لي بالآخر للوقت ، للحرارة ، للوزن ، لموعد مفاجئ ، وتطفي على الشاشة اسم صديق . فلا غنى عنه الآن .
هل أذهب لأطحنه بها ؟؟ هل أذهب إليه لأرمّم فرحه ؟؟ أذاهب أنا بهدية له أم لطلب دين أم لطلب حُكم ؟؟
أشجان بإمرة الوقت ، بإمرة سطوع وخفوت الضوء ، بإمرة أغنية ، بإمرة ذكرى ، بإمرة كل التيارات ، سمعاً وطاعة ، تأتمر ، فتأمرني ، تداهمني كنوبة صرع لا مناص منها . تداهمني ولا حرّاس على أبواب مدينتي البريئة .
تداهمني قبل ترتيب البيت ، قبل تجهيز الضيافة ، رفيعة الذوق هي ، بهندامها ، بنظافتها ، من سلالة خواجات هي . تصرخ بأذني أصوات خطواتي المنتظر هناك ، على طريق بيته .
فاقدة الذوق في حضورها ، فاقدة التقديرات ، فلا تعير اهتمام بوقتي ولا بوضعي ولا بوعيي . كقائد عسكري يُداهم الجنود ، كقائد يداهم الحراس الذين أنهكم السهر .
بين رفعتها وقلة ذوقها ، حق عليها قول ( على شان الشوك اللي بالورد بحب الورد ... وأتمنى جرحوا وتعذيبه ، ينعش القلب ، ويهون الجرح ما دام الجرح يمكن يداويه عطف حبيبه ) .
لا أملك ناصيتها إلا حين أكون أنا ذاك الصديق ، ذاك الملجأ .
حين أشعر بصوته ، أشعر بأنفاسه ، بحاجته لي ، فأستدعيها ، أخز أرض كمونها بنغم ، بضوء ، بذكرى .
هنا أنا الرابح دائماً بلعبة القمار هذه معها . أنا الرابح حين أخز إيثاري ، صوتي مسموع عندها حين أفتدي .
يا صاحب الفضل يا صديقي ، إن ارتميت على صدري .
يا صاحب الفضل يا صديقي ، حين تختارني لنجواك .
يا صاحب الفضل يا صديقي ، حين تختارني للتحليق معك أو الغرق بك . حتى لو اخترتني براقاً لك للتحليق عليّ فلك الفضل ، إيه نعم ، فأنت تصقل بي لغة جديدة ، لغة عصية على الحروف ، وعلى رفوف المكتبات .
أخشى ما أخشاه عليك يا صديقي ، يا كريم أنت ، أخشى عليك مني ، فأنا لا آكل مال حرام ، فإن أحببتني أكثر من استطاعتي ، فسأدّعي عليك مضطراً ، سيعدمونك تبديد المال العام . لن أسكت ، ولن أهرب .
فهل لي أن أستأذن أبو الطيب وأتداخل معه في قوله :
إذا أنت أكرمتَ الكريم ملكته ..... وإذا أنت أكرمتَ اللئيم تمرد
وأقول :
إذا أنت أكرمكَ ( كَ ) الكريم ملكته .... وإذا أنت أكرمك ( كَ ) الخسيس تمرد
نعم يا صديقي ، فالكريم يتذكر ارتماءه على صدرك وضمك له وكفكفتك لدموعه أو ضحكه قيراط فضل منك عليه ، ويتذكر ارتماءك على صدره لتبكي عليه أو تطلق ضحكاتك أربع وعشرين قيراط فضل منك أنت عليه .
أجل ، فأبو الطيب سيعطيني الإذن بهذا فعلاً ، فالكريم لا يلاحق كرمه ، بل يتخفى عنه ، ويرتبك إن واجهه .
الكريم لا يلاحق البسمة على الوجوه التي أطلق على محيّاها نكتة خفيفة الظل .
الكريم هارب دائماً من خطواته المزهرة ، لألا يرى الامتنان له بوجه الزهور على الجانبين ، الامتنان الذي يحاصره بالخجل .
سألوه : كم هو ارتفاع باب بيتك ؟؟
فقال : للدخول لا تتسع لأكثر من دجاجة ، وللخروج تتسع لحصان حر ، طليق من الامتنان .
سألوا الخسيس : كم ارتفاع باب بيتك ؟؟
قال : للدخول تتسع لناقة ، وللخروج لا تتسع لأكثر من فأر ، فأر كان بحجم ناقة .
سألوا الكريم : ما هو المتر ؟؟
قال : خطوة واحدة .
سألوا الخسيس : ما هو المتر ؟؟
قال : هو 1000 ميلليميتر .
سألوا الكريم : لمن أنت ممنون ؟؟
قال : أنا ممنون لمن بكوا على صدري ، لمن أطلقوا سراح آهاتهم بمسائي ، وممتن لمن أطلقوا قهقهات قلوبهم عندي وهم حفاة عاريي الصدر .
سألوا الخسيس أمامي : لمن أنت ممنون ؟؟
فقلت لهم : هذا سؤال خطأ ، بمكان خطأ . والسؤال الذي لا إجابة عليه هو سؤال خطأ .
الممنون للجميع : وليد غالب بلان
أتأبط حزمة من عواطفي وأشجاني منتقاة بعناية ، ثم أعاين الهواء كي لا يأخذ مني أي غصن أو وريقة أو قشة خلال الطريق ، أختار رصيفاً يوصلني ، أنتقي طريقة مشيتي ، مواطئ أقدامي ، سرعتي ، تلفّتي ، حتى أنني أنتقي بحذر بارع كل الأصوات والأغاني لأذني كي لا ترفع أو تُنقص من حرارة حزمتي ، وألا تمددها أو تقلصها ، ثم أتسلل بخطوات الهوينة ، بخطوات حرامي محاصَر ، بين النسمات لأصل لغرفته . ذاك الصديق المختص والمنتقى بعناية ، المنتقى بذكاء الأحاسيس والمشاعر ، المنتقى ، بل المصطفى بعبقرية الصدق .
لا ... لا .. لا ، ربما العكس تماماً ، فغربال أشجاني له شبكة فائقة الحساسية والتجاوب مع حرارة المزاج .
باب ( كوارتي ) متمرد ، لا أسيطر عليه كما أشاء . فهو رهن علو وانخفاض المزاج .
أجل ،،، أجل هو هكذا ، فتلك العواطف والذكريات تتسلل من الغربال ، من باب الكوارة ، وتعلو تحته مثل كثيب ، فأتدلّى أنا مثل البندول ، أنتظر تحت إمرتها ، فتشير لي بالآخر للوقت ، للحرارة ، للوزن ، لموعد مفاجئ ، وتطفي على الشاشة اسم صديق . فلا غنى عنه الآن .
هل أذهب لأطحنه بها ؟؟ هل أذهب إليه لأرمّم فرحه ؟؟ أذاهب أنا بهدية له أم لطلب دين أم لطلب حُكم ؟؟
أشجان بإمرة الوقت ، بإمرة سطوع وخفوت الضوء ، بإمرة أغنية ، بإمرة ذكرى ، بإمرة كل التيارات ، سمعاً وطاعة ، تأتمر ، فتأمرني ، تداهمني كنوبة صرع لا مناص منها . تداهمني ولا حرّاس على أبواب مدينتي البريئة .
تداهمني قبل ترتيب البيت ، قبل تجهيز الضيافة ، رفيعة الذوق هي ، بهندامها ، بنظافتها ، من سلالة خواجات هي . تصرخ بأذني أصوات خطواتي المنتظر هناك ، على طريق بيته .
فاقدة الذوق في حضورها ، فاقدة التقديرات ، فلا تعير اهتمام بوقتي ولا بوضعي ولا بوعيي . كقائد عسكري يُداهم الجنود ، كقائد يداهم الحراس الذين أنهكم السهر .
بين رفعتها وقلة ذوقها ، حق عليها قول ( على شان الشوك اللي بالورد بحب الورد ... وأتمنى جرحوا وتعذيبه ، ينعش القلب ، ويهون الجرح ما دام الجرح يمكن يداويه عطف حبيبه ) .
لا أملك ناصيتها إلا حين أكون أنا ذاك الصديق ، ذاك الملجأ .
حين أشعر بصوته ، أشعر بأنفاسه ، بحاجته لي ، فأستدعيها ، أخز أرض كمونها بنغم ، بضوء ، بذكرى .
هنا أنا الرابح دائماً بلعبة القمار هذه معها . أنا الرابح حين أخز إيثاري ، صوتي مسموع عندها حين أفتدي .
يا صاحب الفضل يا صديقي ، إن ارتميت على صدري .
يا صاحب الفضل يا صديقي ، حين تختارني لنجواك .
يا صاحب الفضل يا صديقي ، حين تختارني للتحليق معك أو الغرق بك . حتى لو اخترتني براقاً لك للتحليق عليّ فلك الفضل ، إيه نعم ، فأنت تصقل بي لغة جديدة ، لغة عصية على الحروف ، وعلى رفوف المكتبات .
أخشى ما أخشاه عليك يا صديقي ، يا كريم أنت ، أخشى عليك مني ، فأنا لا آكل مال حرام ، فإن أحببتني أكثر من استطاعتي ، فسأدّعي عليك مضطراً ، سيعدمونك تبديد المال العام . لن أسكت ، ولن أهرب .
فهل لي أن أستأذن أبو الطيب وأتداخل معه في قوله :
إذا أنت أكرمتَ الكريم ملكته ..... وإذا أنت أكرمتَ اللئيم تمرد
وأقول :
إذا أنت أكرمكَ ( كَ ) الكريم ملكته .... وإذا أنت أكرمك ( كَ ) الخسيس تمرد
نعم يا صديقي ، فالكريم يتذكر ارتماءه على صدرك وضمك له وكفكفتك لدموعه أو ضحكه قيراط فضل منك عليه ، ويتذكر ارتماءك على صدره لتبكي عليه أو تطلق ضحكاتك أربع وعشرين قيراط فضل منك أنت عليه .
أجل ، فأبو الطيب سيعطيني الإذن بهذا فعلاً ، فالكريم لا يلاحق كرمه ، بل يتخفى عنه ، ويرتبك إن واجهه .
الكريم لا يلاحق البسمة على الوجوه التي أطلق على محيّاها نكتة خفيفة الظل .
الكريم هارب دائماً من خطواته المزهرة ، لألا يرى الامتنان له بوجه الزهور على الجانبين ، الامتنان الذي يحاصره بالخجل .
سألوه : كم هو ارتفاع باب بيتك ؟؟
فقال : للدخول لا تتسع لأكثر من دجاجة ، وللخروج تتسع لحصان حر ، طليق من الامتنان .
سألوا الخسيس : كم ارتفاع باب بيتك ؟؟
قال : للدخول تتسع لناقة ، وللخروج لا تتسع لأكثر من فأر ، فأر كان بحجم ناقة .
سألوا الكريم : ما هو المتر ؟؟
قال : خطوة واحدة .
سألوا الخسيس : ما هو المتر ؟؟
قال : هو 1000 ميلليميتر .
سألوا الكريم : لمن أنت ممنون ؟؟
قال : أنا ممنون لمن بكوا على صدري ، لمن أطلقوا سراح آهاتهم بمسائي ، وممتن لمن أطلقوا قهقهات قلوبهم عندي وهم حفاة عاريي الصدر .
سألوا الخسيس أمامي : لمن أنت ممنون ؟؟
فقلت لهم : هذا سؤال خطأ ، بمكان خطأ . والسؤال الذي لا إجابة عليه هو سؤال خطأ .
الممنون للجميع : وليد غالب بلان
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين