الهند ، بلاد القلوب الموجوعة
من أزل عميق ، موجود هذا الوجع ، آثاره متولّدة ، تكبر وتكبر .
لذا ، فمنه أتت تلك الحلول ، وله ؟؟ فالحاجة أم الطلب ، نعم .
كانت تقول لطفلها : الخبز ضار الآن يا بني ، أربط حجر على معدتك ، تزنّر به فستشعر بأن جوفك قد صمت عن اللعلعة .
الشبع يأتي بالتأمّل يا ولدي ، تخيل ، تأمل بعمق أنك متخم باللحم .
سألها طفلها : ما هو اللحم ؟؟
قالت بعد إدراكها لزلة لسانها : شيء ضار ، تأمّل بأن معدتك متخمة بالخضروات المطبوخة ، تأمّل يا ولدي ، مثلي هكذا .... وهكذا ... هكذا ...
وذهبت بوجهها عنه بعيداً ، تخبئ دمعها القاتل ، أمعنت بإبعاد وجهها ومحاولة التغلّب على دمعها ، ورحلت بكيانها تجوب الكون ، إلى أن بدأت تتأمّل هي بأنها لا تتألّم ، فلا حيلة على هذا الألم إلا بإهماله بالتأمل على أنه غير موجود .
كيف السبيل على هذا الوجع ؟؟ آآآآآآه على وجعها . آآآآه على وجع أمّ لا تجد ما تطعم طفلها الجائع .
بحثَت عن قناعة مزيفة ربما ، جابت الكون بنظراتها تبحث عما يخفف عنها وطأة هذا الوجع المتربّص دائماً ، الداعي إلى الكفر ، فلم تجد إلا أن تتأمّل، ثم تزهد كي لا تكفر ، وقدّمت هذا الزهد لولدها كمن أعطى صنارة صيد لجائع على شاطئ البحر .
لكنها جائعة مثله أو أكثر ، الجوع كافر ، مُذل إن لم نتعالَ عليه ، الفقر أخو ستين ألف ملعونة …. والأمل ليس له بارقة قريبة .
لذا ، عليها التعالي عن هذا . فقد حفر بها الألم حتى وصل الصخر ، فتأملت بأن كل ما هو قادم خير ، لأنه ليس هناك أعمق من الصخر .
ريثما تأتي بارقة الأمل ، عليها أن تهمل إحساسها بجسدها ، جسدها شديد وكثير الطلبات ، البهيمي المتخم بأنا الوجود الثقيل .
الهند ، بلاد القلوب الموجوعة :
هكذا قالت لأبنائها ...
الصراخ والأنين لا يجدي
عليكم بالصمت السامي
وقهر الفقر والجوع الذي يحاصر الوجود حولكم
احرموا الفقر من الشعور بذاته ، اهملوه ، اهملوه بالتعالي عن ضرباته وازهدوا بأنداده .
اقتاتوا من الزهد ، أي نعم ، فمن يؤمن بالحجر يبرأ به .
الوجع مستعصي على العلاج ، لن يأتي ولن يساق ولن يلين ، لذا ، علينا أن نمعن به ، أن يسوقنا معه إلى حيث يشاء وأن ننصاع له . وأن نسلم ونقرّ بوجوده ، بل ، وجعله محبرة نغمس ريشة فكرنا بها ، ونكتب صفحات ، أن نجعله مصلاً نغمس رأس الحقنة به ونحقن العالم بلقاح يحميهم منه ، لقاح اليوغا والتأمل .
الأهم ، الأهم ، علينا أن نتلذذ به ، علينا أن نجد سبيلاً لأن نستسيغه ، كي نحرمه نشوته ،،، ربما بهذا ننتصر عليه .
هكذا قالت الهند لأبنائها .
هذا ما أراه كلما ذهبت للهند .
بلاد القلوب الموجوعة .
من أزل عميق ، موجود هذا الوجع ، آثاره متولّدة ، تكبر وتكبر .
لذا ، فمنه أتت تلك الحلول ، وله ؟؟ فالحاجة أم الطلب ، نعم .
كانت تقول لطفلها : الخبز ضار الآن يا بني ، أربط حجر على معدتك ، تزنّر به فستشعر بأن جوفك قد صمت عن اللعلعة .
الشبع يأتي بالتأمّل يا ولدي ، تخيل ، تأمل بعمق أنك متخم باللحم .
سألها طفلها : ما هو اللحم ؟؟
قالت بعد إدراكها لزلة لسانها : شيء ضار ، تأمّل بأن معدتك متخمة بالخضروات المطبوخة ، تأمّل يا ولدي ، مثلي هكذا .... وهكذا ... هكذا ...
وذهبت بوجهها عنه بعيداً ، تخبئ دمعها القاتل ، أمعنت بإبعاد وجهها ومحاولة التغلّب على دمعها ، ورحلت بكيانها تجوب الكون ، إلى أن بدأت تتأمّل هي بأنها لا تتألّم ، فلا حيلة على هذا الألم إلا بإهماله بالتأمل على أنه غير موجود .
كيف السبيل على هذا الوجع ؟؟ آآآآآآه على وجعها . آآآآه على وجع أمّ لا تجد ما تطعم طفلها الجائع .
بحثَت عن قناعة مزيفة ربما ، جابت الكون بنظراتها تبحث عما يخفف عنها وطأة هذا الوجع المتربّص دائماً ، الداعي إلى الكفر ، فلم تجد إلا أن تتأمّل، ثم تزهد كي لا تكفر ، وقدّمت هذا الزهد لولدها كمن أعطى صنارة صيد لجائع على شاطئ البحر .
لكنها جائعة مثله أو أكثر ، الجوع كافر ، مُذل إن لم نتعالَ عليه ، الفقر أخو ستين ألف ملعونة …. والأمل ليس له بارقة قريبة .
لذا ، عليها التعالي عن هذا . فقد حفر بها الألم حتى وصل الصخر ، فتأملت بأن كل ما هو قادم خير ، لأنه ليس هناك أعمق من الصخر .
ريثما تأتي بارقة الأمل ، عليها أن تهمل إحساسها بجسدها ، جسدها شديد وكثير الطلبات ، البهيمي المتخم بأنا الوجود الثقيل .
الهند ، بلاد القلوب الموجوعة :
هكذا قالت لأبنائها ...
الصراخ والأنين لا يجدي
عليكم بالصمت السامي
وقهر الفقر والجوع الذي يحاصر الوجود حولكم
احرموا الفقر من الشعور بذاته ، اهملوه ، اهملوه بالتعالي عن ضرباته وازهدوا بأنداده .
اقتاتوا من الزهد ، أي نعم ، فمن يؤمن بالحجر يبرأ به .
الوجع مستعصي على العلاج ، لن يأتي ولن يساق ولن يلين ، لذا ، علينا أن نمعن به ، أن يسوقنا معه إلى حيث يشاء وأن ننصاع له . وأن نسلم ونقرّ بوجوده ، بل ، وجعله محبرة نغمس ريشة فكرنا بها ، ونكتب صفحات ، أن نجعله مصلاً نغمس رأس الحقنة به ونحقن العالم بلقاح يحميهم منه ، لقاح اليوغا والتأمل .
الأهم ، الأهم ، علينا أن نتلذذ به ، علينا أن نجد سبيلاً لأن نستسيغه ، كي نحرمه نشوته ،،، ربما بهذا ننتصر عليه .
هكذا قالت الهند لأبنائها .
هذا ما أراه كلما ذهبت للهند .
بلاد القلوب الموجوعة .
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين