حملت أوراقي و القلم و وضعتهم جانبا, على طاولتي المثقلة بأوراقي و همومي، و فكرت لمرة أن أنام، تاركا على يمين وسادتي الهموم و على يسارها، الذكريات. و استلقيت على السرير المخملي، و لأول مرة أشعر بدفئه، و استسلمت لوسادتي, و أخذت ذاك الشرشف الوردي الذي أهدتني إياه يوما (قاتلة) و رميته من نافذتي الموصدة التي أبت في البداية أن تفتح فقد أمسكها الصدأ, كما تمسَّك بالنار الوقود، و تركت لنفسي أن تكون وحيدة بلا رقيب و لا محاسب، فاليوم قرر (أنكر و نكير)أن يناموا و يتركوها بسلام لليلة. و تركت تلك الستارة تلعب بحرية لم تنعم بها من قبل تداعب صديقها الجديد، النسيم الذي اعتقد للوهلة الأولى أنه في كوكب ثاني، فهذا المكان, لم يزره من قبل و هذه الصور و الترهات المعلقة على حائطي، لم يرها من قبل. تلك الهرة، لم تعتد يوما هذا السلام، فبدأت تنظر من حولها، كالساذجين، و فكرت بها قليلا- ربما تقول: لا بد أن مالك المنزل تغير- أو أنها لم تتجرأ و تصدر صوتا واحدً كي لا توقظ نفسها من هذا الحلم. و بدأت عيني تلعب باحثة، عن ظل عزرائيل، الذي ما اعتادت أن تغمض على صورة حبيبتي أو صورة مكان ما في الطبيعة، بل كان ذاك الظل يلازمها إلى أن تذوب في بوتقة النوم و تسافر في ظلام نفسي، بينما أنا مغمضا عيني، و أنتظر.
على النافذة المفتوحة وقف حلم " تائه "، لم يكن ينوي زيارتي تلك الليلة، و لكنه وجد نفسه عنوة على نافذتي المفتوحة دائما للكوابيس، نظر إلى الداخل، كنظرة صعلوك على باب حانة، فلم يجد من هو أقوى منه، أو من يخاف منه, دخل و استلقى على سريري، و كانت الخطوة الأولى على طريق الأحلام.
استيقظت عنوة، أشتم من يعكر علي صفوتي، و ألوم حظي، و عندما فتحت عيوني رأيت طيفا، لم يزل غير واضح، فلباسه الأسود لم يعكس النور لأراه جيداً، نهضت لأستقبل ضيفي و قد مدت إلي يدان (على ما أعتقد)، أخذت غفوة قصيرة الأجل، فكرت أثنائها (أهكذا يكون الحلم)حتى أحسست حرارة قريبة من يداي المموهتان، بأحبار أقلام ملت ملمسها، و غبار قصدت أن لا أغسله كي لا أشعر بالوحدة من جديد، ها هو حبيبي أخبرت قلبي، أيقظته، ها هو, عاد و من جديد و خلال لحظة دفء افتقدها أحسست بعودته. انتهت الغفوة، و أطلقت العنان لأجفاني، لتفتح ذاك الباب لخيال أطال زيارته إليها.
على زاوية وسادتي، رأيت رأسا يتمرغ بريشها، الذي ما عاد يطيق المكوث فيها، و اخذ يسرق النظرات متأملا كل ما حوله, تلك اللوحة لطفل يبكي, ماتغير بها شيئا, الغبار الذي تملك منها و اعتقد لوهلة أنه المالك الوحيد لها, ينظر إلى تلك المزهرية على طاولة تحمل من الأخشاب أكثر مما صنعت منه, لتساعدها على الوقوف.
صورته, التي كانت تحمل من البصمات أكثر من أصابعي, بصمات سوداء, حمراء, خضراء, و كل ألوان أحباري, تعلقت بآثار أصابعي على تلك الصورة, و رسم شفاه على زجاجها, آثار قبل عليها, من صنعها, لا أذكر أنني من صنعها. كتب مغلقة, و كتب مفتوحة, كلها لا أستطيع ترتيبها, فقد تصفحها حبيبي ذات يوم, و منها من لا يزال على الصفحة الأخيرة التي كان يقرأها. آه كم لي أن أصف وحدتي, أن أصف بقايا إنسان. كثيرة هي الأشياء التي تأملها و لم يتفوه ببنت شفة.
تناولت أيامي عن ذاكرة تنحت جانبا, و أخذت أوزعها على أماكنها المعتادة, أحضرت ذاك الشرشف, و أغلقت النافذة, عدت إلى فراشي, ها قد بدأت ليلة السلام, فقد انتهى الحلم.
على النافذة المفتوحة وقف حلم " تائه "، لم يكن ينوي زيارتي تلك الليلة، و لكنه وجد نفسه عنوة على نافذتي المفتوحة دائما للكوابيس، نظر إلى الداخل، كنظرة صعلوك على باب حانة، فلم يجد من هو أقوى منه، أو من يخاف منه, دخل و استلقى على سريري، و كانت الخطوة الأولى على طريق الأحلام.
استيقظت عنوة، أشتم من يعكر علي صفوتي، و ألوم حظي، و عندما فتحت عيوني رأيت طيفا، لم يزل غير واضح، فلباسه الأسود لم يعكس النور لأراه جيداً، نهضت لأستقبل ضيفي و قد مدت إلي يدان (على ما أعتقد)، أخذت غفوة قصيرة الأجل، فكرت أثنائها (أهكذا يكون الحلم)حتى أحسست حرارة قريبة من يداي المموهتان، بأحبار أقلام ملت ملمسها، و غبار قصدت أن لا أغسله كي لا أشعر بالوحدة من جديد، ها هو حبيبي أخبرت قلبي، أيقظته، ها هو, عاد و من جديد و خلال لحظة دفء افتقدها أحسست بعودته. انتهت الغفوة، و أطلقت العنان لأجفاني، لتفتح ذاك الباب لخيال أطال زيارته إليها.
على زاوية وسادتي، رأيت رأسا يتمرغ بريشها، الذي ما عاد يطيق المكوث فيها، و اخذ يسرق النظرات متأملا كل ما حوله, تلك اللوحة لطفل يبكي, ماتغير بها شيئا, الغبار الذي تملك منها و اعتقد لوهلة أنه المالك الوحيد لها, ينظر إلى تلك المزهرية على طاولة تحمل من الأخشاب أكثر مما صنعت منه, لتساعدها على الوقوف.
صورته, التي كانت تحمل من البصمات أكثر من أصابعي, بصمات سوداء, حمراء, خضراء, و كل ألوان أحباري, تعلقت بآثار أصابعي على تلك الصورة, و رسم شفاه على زجاجها, آثار قبل عليها, من صنعها, لا أذكر أنني من صنعها. كتب مغلقة, و كتب مفتوحة, كلها لا أستطيع ترتيبها, فقد تصفحها حبيبي ذات يوم, و منها من لا يزال على الصفحة الأخيرة التي كان يقرأها. آه كم لي أن أصف وحدتي, أن أصف بقايا إنسان. كثيرة هي الأشياء التي تأملها و لم يتفوه ببنت شفة.
تناولت أيامي عن ذاكرة تنحت جانبا, و أخذت أوزعها على أماكنها المعتادة, أحضرت ذاك الشرشف, و أغلقت النافذة, عدت إلى فراشي, ها قد بدأت ليلة السلام, فقد انتهى الحلم.
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين