تكسير المرايا
( 1 )
هناك من يقيّم أوراق امتحانه لذاته بذاته ، معلناً نجاحه دون منازع .
سمعتهم يقولون :
من الناس من يجمع بيقينه ، بينه و بين ذاته ، على أنه المالك الأوحد و أنه الأكثر استحواذاً للصفاة والمزايا الحميدة ، و يثبّت هذا الاعتقاد بيقينه .
علّه خير ... علّه خير
إنما ، و بناءاً على تألق ذاتنا أمام نفسها ، بلا جدل سنُسقِط من داخلنا محاسبة الذات وسنفقد المحاكم التي من المفروض أن تكون بحنايا الذات . وينجرف منا الشعور بحقوق الغير وحقوق النفس ، و ينسحب معه يقين الاعتذار ( دفع الحساب ) والشعور بالذنب . و بتعبير دقيق ، سنكسِّر المرايا ، و نحطم قفص الاتهام المفروض أن نملكه بصدورنا و بمكنوننا لنقف به بين حين و آخر.
من كسر ميزانه ، لن يبقى لديه إلا جذوة التبرير والفجور فقط والجدل البيزنطي ( لا جدوى ولا نهاية منه ... ويا دارة دوري فينا و ظلي دوري فينا تاينسوا أساميهن و ننسى أسامينا ) و المعنيّ هنا تبقى لديه أجوبة فائضة عن الأسئلة .
أيه نعم ، أجوبة أكثر من الأسئلة . بالرغم من أن جذوة وجودنا هي إيجاد أجوبة لأسئلة فائضة، مقيمة بحياتنا.
هنا يكون قول ( عنزة و لو طارت ) هو أصدق القول .
إذ هناك تسليم جدلي بأن السؤال الذي لا جواب له هو سؤال خطأ .
بالمقابل : من يملك جواب لكل سؤال هو شخص ( مسؤول ) خطأ . حيث هو من النوع الذي يقيّم أوراق امتحانه لذاته بذاته .
وسمعتهم يقولون :
علّه خير ... علّه خير .
من لا يخجل من المرآة ، إن أخطأ خطأً يشبه الحب و الحبل و الركوب على الجمل، يمد يده لداخل المرآة و يخنق صورته ليرسم مكانها ملاك بالأصابع ، فيحق عليه قول ( على عينك يا تاجر ) ولا يغلب التاجر إلا الفاجر ، وهذا هو أعظم تقاطع مع الإثم . حيث هنا وبالذات هنا يكون الشعور بحق النفس على نفسها قد انجرف خارجا .
ثم سمعتهم يقولون :
علّه خير .. علّه خير
نسمع كثيراً جملة : هذا الإنجاز لي وحدي .
هذا لو فعل خيراً ، يتغزل بفعله منتشياً ، مدغدغاً أناه ، رافعاً بجوفه رايات نصر أعلى وأكثر من نخل بغداد . معلناً عنه بوجه سموح و عيون ذابلة محاذية للبكاء ، و صوت مخنوق من التقوى . فكان بهذا مسقطاً حسنته .
هل سمعنا ولو مرة واحدة جملة : هذا الخطأ لي وحدي ، كله لي .
إن الضمير الحق يأمرنا بألا نجلد ذاتنا ، و إن نظرنا للمرآة و رأينا صورتنا قبيحة أو ناشزة عن الخير والحب ، يجب ألا نفقأ أعيننا ، لكن بالمقابل ألا نلبس على أعيننا ما يموه الصورة . وهذا كي نعدل مع ذاتنا ونستخدم مكيال واحد .
فأين يكمن الجود والعطاء والشجاعة أكثر ؟؟
هل حين نقول لذاتنا ( هذا الإنجاز كله لي ) أم ( هذا الخطأ كله لي ) ؟؟
( 2 )
لا يمكن لأحد أن يأخذ مكانه طواعية . الكل موقن بتربعه على القمة . و القمة لا تتسع إلا لواحد. وإلا فالدنيا ظالمة إن لم تهب له القمة و دائرة الضوء .
كأننا بدوري بطولة أو دوري كأس . و أثناء المباراة نكون الجمهور المشجع الذي لا يرض بالتحكيم الصحيح و العادل إن خسرنا النتيجة ... ليس هناك أقبح من تحطيم الميزان .
علّه خير ... علّه خير .
ما عدت سمعت شي ، يمكن راحوا يناموا .... ولما بسمع أي شي رح خبركن عنّو .
( 1 )
هناك من يقيّم أوراق امتحانه لذاته بذاته ، معلناً نجاحه دون منازع .
سمعتهم يقولون :
من الناس من يجمع بيقينه ، بينه و بين ذاته ، على أنه المالك الأوحد و أنه الأكثر استحواذاً للصفاة والمزايا الحميدة ، و يثبّت هذا الاعتقاد بيقينه .
علّه خير ... علّه خير
إنما ، و بناءاً على تألق ذاتنا أمام نفسها ، بلا جدل سنُسقِط من داخلنا محاسبة الذات وسنفقد المحاكم التي من المفروض أن تكون بحنايا الذات . وينجرف منا الشعور بحقوق الغير وحقوق النفس ، و ينسحب معه يقين الاعتذار ( دفع الحساب ) والشعور بالذنب . و بتعبير دقيق ، سنكسِّر المرايا ، و نحطم قفص الاتهام المفروض أن نملكه بصدورنا و بمكنوننا لنقف به بين حين و آخر.
من كسر ميزانه ، لن يبقى لديه إلا جذوة التبرير والفجور فقط والجدل البيزنطي ( لا جدوى ولا نهاية منه ... ويا دارة دوري فينا و ظلي دوري فينا تاينسوا أساميهن و ننسى أسامينا ) و المعنيّ هنا تبقى لديه أجوبة فائضة عن الأسئلة .
أيه نعم ، أجوبة أكثر من الأسئلة . بالرغم من أن جذوة وجودنا هي إيجاد أجوبة لأسئلة فائضة، مقيمة بحياتنا.
هنا يكون قول ( عنزة و لو طارت ) هو أصدق القول .
إذ هناك تسليم جدلي بأن السؤال الذي لا جواب له هو سؤال خطأ .
بالمقابل : من يملك جواب لكل سؤال هو شخص ( مسؤول ) خطأ . حيث هو من النوع الذي يقيّم أوراق امتحانه لذاته بذاته .
وسمعتهم يقولون :
علّه خير ... علّه خير .
من لا يخجل من المرآة ، إن أخطأ خطأً يشبه الحب و الحبل و الركوب على الجمل، يمد يده لداخل المرآة و يخنق صورته ليرسم مكانها ملاك بالأصابع ، فيحق عليه قول ( على عينك يا تاجر ) ولا يغلب التاجر إلا الفاجر ، وهذا هو أعظم تقاطع مع الإثم . حيث هنا وبالذات هنا يكون الشعور بحق النفس على نفسها قد انجرف خارجا .
ثم سمعتهم يقولون :
علّه خير .. علّه خير
نسمع كثيراً جملة : هذا الإنجاز لي وحدي .
هذا لو فعل خيراً ، يتغزل بفعله منتشياً ، مدغدغاً أناه ، رافعاً بجوفه رايات نصر أعلى وأكثر من نخل بغداد . معلناً عنه بوجه سموح و عيون ذابلة محاذية للبكاء ، و صوت مخنوق من التقوى . فكان بهذا مسقطاً حسنته .
هل سمعنا ولو مرة واحدة جملة : هذا الخطأ لي وحدي ، كله لي .
إن الضمير الحق يأمرنا بألا نجلد ذاتنا ، و إن نظرنا للمرآة و رأينا صورتنا قبيحة أو ناشزة عن الخير والحب ، يجب ألا نفقأ أعيننا ، لكن بالمقابل ألا نلبس على أعيننا ما يموه الصورة . وهذا كي نعدل مع ذاتنا ونستخدم مكيال واحد .
فأين يكمن الجود والعطاء والشجاعة أكثر ؟؟
هل حين نقول لذاتنا ( هذا الإنجاز كله لي ) أم ( هذا الخطأ كله لي ) ؟؟
( 2 )
لا يمكن لأحد أن يأخذ مكانه طواعية . الكل موقن بتربعه على القمة . و القمة لا تتسع إلا لواحد. وإلا فالدنيا ظالمة إن لم تهب له القمة و دائرة الضوء .
كأننا بدوري بطولة أو دوري كأس . و أثناء المباراة نكون الجمهور المشجع الذي لا يرض بالتحكيم الصحيح و العادل إن خسرنا النتيجة ... ليس هناك أقبح من تحطيم الميزان .
علّه خير ... علّه خير .
ما عدت سمعت شي ، يمكن راحوا يناموا .... ولما بسمع أي شي رح خبركن عنّو .
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين