استطاعت أن تكسر احتكار الرجال لمهنة الحكواتي التي احترفها أهل الشام على وجه التحديد على مدى العصور .. لتكون أول حكواتية في سورية وفي العالم كله..
الشابة نورا عجيب التي تقوم حالياً بإكمال دراساتها العليا تحدت نفسها وتعمقت في قراءة كتب ألف ليلة وليلة ودخلت هذه المهنة واستطاعت كسر الواقع, ولم تنسى أن تضفي لمستها الأنثوية وتضيف شخصية "خاتون خانم" لشخصيات كركوز وعواظ, وحول هذه التجربة الفريدة من نوعها كان لسيريانيوز لقاء مع أول حكواتية..
بداية حدثينا كيف تبلور هذا المشروع.. ومنذ متى بدأت تحضيراته؟
بدأ التحضير لهذا المشروع منذ حوالي ثلاث سنوات تقريباً حيث اشتغلت عليه وطورته بالاشتراك مع الأستاذ محمد خير علي بك المهتم بمجال الحكواتي وعوالم (كركوز وعواظ) والمختص بمجالي التاريخ والإعلام, حيث قمنا بكتابة مجموعة من النصوص التي تصلح لان تكون حكاية تقدم للجمهور وتحمل له الفائدة والمتعة والتسلية وتعاصر ما نعيشه في عصرنا الحالي, وأحببنا أن نشكل حلقة وصل بين الماضي والحاضر
والمستقبل.
هل ورثت هذه المهنة عن أحد أفراد عائلتك.. أم أنها موهبة خاصة لديك؟
لا أبداً, فلا يوجد أي احد من أفراد عائلتي عمل سابقاً كحكواتي, ولكني كنت أحب رواية القصص والإبحار بخيالي منذ كنت طفلة صغيرة عندما كانت جدتي تجمعنا كما كل الجدات وتروي لنا قصص الأبطال وقصص شهرزاد وألف ليلة وليلة التي توصل لنا من خلالها العبر والحكم, وعندما كبرت فكرت جدياً بالموضوع ورأيت أنه بإمكاني أن أكون بالفعل أول حكواتية في سورية, لأننا بحاجة للنهوض بتراثنا العريق الذي تجسد مهنة الحكواتي جزءاً مهماً ونادراً فيه, وأنا اجزم أن أغلبية شبابنا بحاجة اليوم إلى من يعطيهم الخبرة والنصيحة بهذه الطريقة الممتعة.
كونك امرأة.. ألم تلاقي استهجاناً من الناس عندما دخلت على مهنة كانت مخصصة بالأصل للرجال؟
نعم بالفعل فقد كان هناك استغراب من قبل الكثيرين في البداية, وخاصة من قبل أصحاب القهاوي الشعبية حيث عرضنا الفكرة على أكثر من كافيه ولمجرد كوني امرأة الكثير منهم رفضوا المشروع من أساسه لاني اعتبر مغامرة غير مضمونة بالنسبة لهم, وبالتالي تم رفض الفكرة ولم يستقبلني أحد سوى مقهى (عز الشام).
ما هو هدفك الأساسي من هذا المشروع.. وبماذا استعنت حتى وصلت إلى هنا؟
في عصرنا الرقمي بكل ما يحويه من وسائل ترفيه مثل البث الفضائي والانترنت أحببنا أنا وزملائي أن يكون مشروعنا نقطة توقف في هذا العالم المتسارع, وأردنا أن نثبت أن لدينا شيء مهم كشبان سوريين, وقد استعنا بهذا المشروع بكتب التراث التي تعتمد على إيصال الحكم والعبر للمتلقي ومن أهمها كتاب (ألف ليلة وليلة) وخاصة أنه يحمل الحس الأنثوي من خلال قصص شهرزاد.
هل كان كسر الواقع وتقديم شيء مبتكر أحد أهداف مشروعك؟
بصراحة نعم, فانا أريد أن اكسر الواقع وافتح آفاق جديدة للمرأة وأريد أن أؤكد أن المرأة تمشي جنباً إلى جانب مع الرجل في كافة مواقف الحياة وحتى المهن, ومن حق كل امرأة لديها شيء خلاق وجديد أن لا تخجل من إبداعها وإنما تعطي للناس فكرة عن مشروعها حتى لو كان عمل بسيط فالإبداع الحقيقي أينما كان ومهما كان بسيط ينظر له وتقبل الناس عليه, وخاصة في ظل الانفتاح والتطور الذي تشهده سورية في العصر الحالي.
من هم مستمعيك, وما مدى إقبال الناس على حكاياتك؟
الإقبال إلى حد الآن جيد ولله الحمد والمستعمين يتنوعون بين الفتيات والشباب والطلاب وحتى العائلات بصغارهم وكبارهم, وانا أحب أن أتوجه بالتحية إلى مقهى (عز الشام) الذي استوعبني ومنحني هذه الفرصة لتقديم نفسي كحكواتية.
ما التجديدات التي أدخلتها على هذه المهنة؟
إضافة إلى قيامي بسرد قصص ألف ليلة وليلة كحكواتية, فانا أقوم أيضاً بتحريك الشخصيات مثل كركوز وعواظ حيث أدخلت شخصية أنثوية جديدة عليهم وهي شخصية (خاتون خانم), إضافة إلى ابتكار مجموعة من النصوص من تأليفي بالاشتراك مع زميلي محمد خير التي تواكب العصر وتعبر عن مشكلاته.
سمعنا انك تعتمدين على كتب البكالوريا عن طريق سرد محتواها كحكاية.. هلا شرحت لنا تفاصيل أكثر؟
نعم استعنت مع زملائي طارق الزوادي ومحمد خير بالقصص التي ترويها كتب الفلسفة والتاريخ واللغة العربية والجغرافيا الخاصة بالمرحلة الثانوية وبالذات كتب البكالوريا, ونحن نحاول أن نروي القصص بطريقة مسلية ومفيدة وهذا ما يسمى بالتدريس التفاعلي, لان الطلاب يعانون من طريقة التدريس الجافة.
وماذا عن طريقة الإلقاء..
أنا بالأساس أدرّس مادة الفلسفة للطلاب منذ ثلاث سنوات ومجال عملي ساعدني قليلاً في معرفة طريقة الإلقاء وجذب انتباه السامعين, إضافة إلى تدريبات خاصة دربت نفسي بنفسي عليها وأنا أحاول تطوير نفسي دائماً ولا أقف عند نقطة واحدة.
بعد دمشق.. هل هناك خطة للانتقال بالمشروع إلى بقية المحافظات السورية؟
إن لاقينا النجاح في دمشق ستكون الخطوة التالية بالتأكيد تعميم المشروع على كافة المحافظات السورية, حيث سنرتدي في كل محافظة اللباس التراثي الخاص بها وسندخل لأعماق الواقع الذي تعيشه ونقدم أفكاراً خاصة
منقول عن سيريا نيوز
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين