بقلم موفق ابو خالد
بداية نتمنى للفنان علي فرزات الشفاء العاجل ومحاسبة الذين اعتدوا عليه بالضرب قبل يومين انطلاقاً من موقف ثابت واخلاقي يدين اللجوء إلى العنف والضرب كطريقة عندما تتعارض وجهات النظر. وبداية ايضا وحتى لا نتهم بالتملق للسلطة لأننا أبعد ما نكون عن ذلك فكراً و ممارسة فإننا، نعيد التأكيد على ضرورة وأهمية معالجة ما يجري في سورية بمزيد من الحكمة والابتعاد عن إراقة الدماء والحد من استخدام القوة المفرطة في مواجهة المتظاهرين السلميين، أما الذين يحملون السلاح ويحتمون بهؤلاء السلميين فلا شك أن وضعهم يحتم معالجة مختلفة. مقدمة أردناها للدخول في موضوعنا المتعلق بالاعتداء على الفنان علي فرزات والقول إن مجموعات اعتدت عليه لانه يتمادى على أسياده وما شابه وفق ما قال فرزات نقلاً عن المجموعة المعتدية؟! وهو كلام لا شاهد عليه. قد يكون كلامه صحيحاً وقد يكون غير ذلك، أما لماذا غير ذلك، أي بمعنى لماذا التشكيك فلأننا جميعاً نعرف سوء العلاقة ما بين علي فرزات والسلطة على خلفية مصلحة فرزات الشخصية الضيقة، هذه المصلحة التي كانت في أحسن أحوالها خلال السنوات الأربعين الماضية منذ أن بدأ عمله رساماً في صحيفة الثورة في مبناها القديم خلف القصر العدلي بدمشق ومروراً بصحيفة تشرين بالإضافة للمحطات الاخرى التي ركب قطارها هنا وهناك ما بين التلفزيون السوري ودورة المتوسط وجامعة دمشق رغم أنه لا يحمل الشهادة الجامعية، وانتهاء بمنحه أول ترخيص لصحيفة خاصة ونقصد الدومري.هو إذن لم يكن يوماً من الأيام معارضاً بل العكس تماماً كان دائماً رسام السلطة في صحفها وتلفزيونها ليس في سورية فحسب بل حتى في الدول العربية الاخرى. كان دائماً رسام صحف سلطاتها، فقد عمل رساماً لصحف في الامارات والكويت وغيرهما وكان رساماً لصحيفة المستقبل زمن الحريري الأب وكذلك رساماً للأهرام العربي والدولي. إذاً هو لم يكن في تكوينه الفكري والإيديولوجي معارضاً قط، لأن هدفه كان دائماً المال فاستغل وضع الكويت بعد اجتياح العراق وراح يرسم لصحيفة الوطن الكويتية أشكال ألوان مقابل الدولارات التي كانت تفوح منها رائحة النفط التي امتزجت فيما بعد برائحة دماء العراقيين بعد الغزو الأمريكي للعراق، وكان دخله آنذاك يعادل مئات أضعاف دخل أي رسام كاريكاتير في سورية أو لبنان او مصر .شخصية علي فرزات الكاريكاتورية الانفصامية مختلفة كلياً عن رسومه وأعماله فهو يرسم أشياء لا يمارسها في حياته اليومية قط. ومواقفه من القضايا المصيرية ما كانت بعيدة عن مصالحه الشخصية والأخوة الفلسطينيين يذكرون تماماً إساءته لرموزهم والذين عاصروا الفنان الفلسطيني ناجي العلي يدركون ما نقصد وحجم الخلاف بينهما.علي فرزات كان يدعي ويستغل ويتاجر بصداقته للرئيس بشار الأسد ، هو وزوجته وأولاده ولم تغادر صورة الرئيس عندما زاره في بيته حقائبهم حتى أنهم كانوا يهددون الناس بها مسيئين لهذه العلاقة، وللعلم فإن الرئيس بشار الأسد عندما زاره في بيته منتصف التسعينات كان يقصد من ذلك تأكيد تواصله مع الفنانين والمبدعين لما فيه خير سورية ومع أنه لم يكن رئيساً آنذاك، إلا أنه ساعد فرزات كثيراً سواء على صعيد عمله أو على صعيد اسرته وتوسط له لدى الرئيس الراحل حافظ الأسد فأوفد ابنه مهند ليدرس الإخراج في ايطاليا على نفقة الدولة وخصصه بشقة سكنية في مبنى الإسكان قرب وزارة الإعلام وحصل على منزل آخر في قرى الأسد بالإضافة لسيارة المرسيدس وغيرها الكثير وآخرها ترخيص الدومري...
فما الذي حصل حتى انقلب هكذا!!
لقد شارك علي فرزات آواخر التسعينيات مع صحفيين آخرين في صحيفة تشرين في برنامج مكافحة الفساد الذي كان يشرف علية الدكتور بشار الأسد آنذاك،والذي يؤمن بضرورة الإصلاح ومحاربة الفساد وكانت رسوم علي فرزات المخصصة لتلك التحقيقات الصحفية تبشر بالخير إلا أن فرزات استغل هذا الموضوع وحصل من الدكتور بشار الأسد على ترخيص الدومري بإسم شقيقه أسعد فرزات خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق لأن الترخيص يحتاج لشهادة جامعية لكنه سرعان ما جعل علي أخوه أسعد يتنازل له عن الترخيص خوفاً من استيلائه عليها فوقعه على تنازل مقابل بضعة آلاف من الليرات لا تتجاوز 10000 ليرة، ثم انطلقت الدومري وحققت نجاحاً كبيراً لدى الناس رغم ضعفها مهنياً، أما النجاح فلأن الساحة الإعلامية كانت فارغة من أي صحيفة خاصة، وراح ينشر المقالات على طريقة الصحافة الصفراء عن السحر والشعوذة والشذوذ والدعارة والمخلوقات العجيبة التي تخرج من بلاليع أحياء دمشق القديمة وغيرها من الموضوعات التافهة والعناوين البراقة بلا اي مضمون مستغلاً صداقته مع الدكتور بشار الأسد ومسيئاً لهذه العلاقة بأن معاً واطلق محرريه وموظفيه وجباته في كافة المحافظات ليبتزوا مؤسسات وشركات القطاع العام وكذلك الخاص لدرجة أن الجهة التي لا تعلن عنده أو تشترك في صحيفته كان يسلط الأقلام ضدها، ولعل كل من عمل معه آنذاك اكتشف سوء سلوكه وفساده فتركوه بل وهاجموه بالصحف كما فعل نبيل صالح عندما كتب عنه مقالة بعنوان: كيف هوى الذي كان مثلنا، ومثله فعل ابراهيم الجبين الذي فضح تصرفاته وابتزازه للناس، كما تخلى عنه الصحفي المرحوم جورج عين ملك عندما اكتشف سوء إدارته للصحيفة هو وزوجته وابنائه وصهره ومثله فعل وليد معماري ولقمان ديركي بعد فضائحه وسرقاته ودناءة نفسه لدرجة سرقة الكهرباء لمكتبه من الدولة.وفي السياق أيضاً نسوق قصة حقيقية حصلت معنا ففي إحدى اللقاءات التي جمعتني بعلي في نقابة الفنانين التشكيليين وبحضور أمين السر أنور الرحبي وأعضاء من مجلس النقابة، سألني علي فرزات عن دخلي الأسبوعي من جريدة (القنديل) وعندما أجبته أنني أتعرض للخسارة بشكل مستمر استغرب كثيراً وقال إن مرابحه من الدومري كانت -500000 ليرة سورية اسبوعياً- نسوق هذا الكلام لنؤكد أن الفساد الذي مارسه علي فرزات في الدومري هو من دفع حكومة محمد مصطفى ميرو لإلغاء ترخيصه لمخالفة قانون المطبوعات ومنذ ذلك الوقت تحول الفنان من رسام السلطة إلى معارض لها .ولم تبق فضائية عربية نفطية أو سياحية أو غيرهما إلا وتحدث منها مهاجماً السلطة السورية ومشهراً بها ظناً منه أنه بذلك سيضغط على الدولة السورية لتعيد له ترخيص الدومري ، وعندما بدأت الثورات العربية في تونس ومصر شحذ ريشته وراح يكيل لدولته وبلده وشعبه كل اشكال الشتائم والتحريض راكبا موجة ما بات يعرف بربيع الثورات العربية فأصبح معارضا في موقعه الالكتروني ومجالسه ونحن على يقين لا يرقى له ادنى شك لو أن الدولة السورية اعادت له ترخيص " الدومري" لرأيناه في الطرف الآخر اي مع السلطة فهو صاحب تاريخ وماض في صحف الخليج التي ازكمت انوفنا رائحة دولاراتها النفطية ...
ما جرى لعلي فرزات او معه هو بلا شك مؤسف ومع تمنياتنا له بالشفاء العاجل فإننا نؤكد ان روايته للحادث تبقى روايته هو، دون شاهد او توثيق وثمة احتمال ان تكون جهات اخرى غير التي ذكر هي من قامت بالاعتداء عليه كي يقال ان السلطة فعلت ذلك في سياق الفبركات التي درجت هذه الايام هواحتمال قائم ..
على العموم فان علي فرزات يشتري الاعتداء عليه بكل ما يمكلك وهذا ما سعى اليه طيلة السنوات السبع الماضية كي يقال عنه الفنان المعارض والبطل والمشاكس والثوري الى اخر التوصيفات الدارجة هذ الايام وعليه نقول وتأسيسا على ما سبق ان لا مصلحة للسلطة بالاعتداء عليه لانها تعرفه وتعرف نزوعه لاستغلال كل شيء لمصلحته الفردية ،وعموما من لا خير فيه لأهله ولشقيقة ولزملائه الذين عملوا معه وحلقوا به لا خير فيه لبلده ولوطنه . ومن بنى مجده واسمه على أعمال غيره التي قام بسرقتها لا مجد له، ولا خير فيه ومن يريد ان يستوضح عن هذا الامر يمكنه العودة الى ارشيف علي فرزات وارشيف الصحف العربية وصحف امريكا اللا تينية واوروبا الشرقية ليتأكد من ذلك بما فيها "الرسومات " التي نال عليها جوائز عالمية وبخاصة جائزة الجنرال الذي يوزع الاوسمة والتي نسج عليها روايات وقصص، وكيف ان السفير العراقي في باريس تهجم عليه لأنه فسرها تخص صدام حسين وغيرها الكثير . أما رسامو الكاريكاتير فهم الادرى بعلي فرزات وسرقاته لافكار غيره ولولا الاحراج العائلي لقلنا أسألوا شقيقه اسعد فرزات عن هذه السرقات. بإعتقادنا ان علي بدأ لصاً ومن شب على الشيء شاب عليه ، وها هو يختم سنوات حياته وقد تجاوز السبعين لصاً بسرقته الشهرة في ان يصبح معارضا ثائرا يعتدى عليه لجرأته في انتقاد السلطة .. والحقيقة شيء اخر مختلف كليا ..
مرة اخرى نتمنى له الشفاء لكن هذا شيء وركوب موجة المعارضة بشكل كاذب وانتهازي لغاية في نفس يعقوب شيء اخر وفي منتهى الوضاعة والرخص والمصلحة الشخصية الضيقة . فالمعارضة السورية الوطنية التي نعرفها ونحترمها ليست بحاجة لأمثال فرزات و"عبد الدولار النفطي " ولا يشرفها ان يكون في صفوفها وقد رأينا رسومه في صحف الخليج وهو يصفق ويشجع ويهلل للطيران الامريكي وهو يقصف العراق جيشا وشعبا... فحذاري ....!
السبت 2011-08-27 | 16:20:03
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:26 pm من طرف لطفي الياسيني
» دموع
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:25 pm من طرف لطفي الياسيني
» سمراء
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:24 pm من طرف لطفي الياسيني
» انا الملوم انا الجاني على وطني / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:20 pm من طرف لطفي الياسيني
» مات الضمير وشيعوا جثمانه / د. لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:17 pm من طرف لطفي الياسيني
» قصيدة في وصف فـلـسـطـيـن قبل النكبة / الحاج لطفي الياسيني
الثلاثاء يوليو 15, 2014 12:15 pm من طرف لطفي الياسيني
» الرحلة
السبت مايو 03, 2014 9:43 am من طرف تيسير نصرالدين
» حول الوضع الثقافي الراهن
الثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:07 pm من طرف mriame
» صباح ..................مساء الخير من الجنينة
السبت يناير 19, 2013 10:47 pm من طرف سوسن سين
» كبة البطاطا بالبرغل
السبت يناير 19, 2013 10:39 pm من طرف سوسن سين
» عثمنة الخطاب السني الرسمي
الأربعاء ديسمبر 26, 2012 11:30 am من طرف تيسير نصرالدين
» الصفقة الصفيقة
الخميس نوفمبر 22, 2012 6:07 pm من طرف تيسير نصرالدين
» الإعلام
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 5:16 pm من طرف تيسير نصرالدين
» مجموعة جديدة
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:24 am من طرف تيسير نصرالدين
» ثورة الحرابيق
الأحد سبتمبر 23, 2012 10:09 am من طرف تيسير نصرالدين