عودة إلى نقطة البداية

[right][b]
استيقظت على صوت رنين هاتفها..مذعورة..قفزت من سريرها مسرعة ..
ودقات قلبها تصم أذنيها..والتقطت السماعة وإذ بصوت بعيد مرتجف
مخنوق ...ألو
ارتفع قلبها وهبط بشدة
شعرت بفراغ شديد في معدتها وكأنها تنزف..
سهم من نار نال من كتفيها..تعرف هذا الصوت جيدآ..ولكن
كأنها تسمعه لأول مرة
صوتك حزين..مختلف..لماذا؟؟ما الأمر؟؟شعرت بشيء فيه..انكسر
أجاب بنبرة مكسورة..اشتقتك..اشتقتك كثيرآ..ألم يحن الوقت بعد كي تعودي؟
كانت تحسب أن مشاعرها تجمدت منذ زمن
كانت تحسب أنها قوية لدرجة السيطرة على انفعالاتها...
ولكن وفي لحظة..انهارت
لم تتمالك دموعها..كيف ينهار؟؟كيف ينكسر..؟عهدته قاس صامد..
لم تبكي بل انتحبت..مدوية دموعها..عاصف قلبها
تصدع قهرها..تفتت حقدها وتطاير غبارآ..
وعادت تسترجع ذكرياتها..وحياتها..كما كان شأنها كلما هزها الغضب
ولكن كان مختلفآ هذه المرة..
أصبحت تردد دون توقف وكأنها مصدومة :لا بأس ..لابأـس..كل شيء قد مضى
سأسامح..سأتناسى..سأصفح..
باتت ترددها..وتتقلب في قراشها..لم تتمكن الخلود إلى سكينتها..
أرقها ..ولم تستطع النوم...ألم أحدق بها سكن وجدانها..وضمير تحاول تخديره.
لم تفلح محاولاتها ..جلست تحدث نفسها:
كنت متأكدة أنني سأواجه الموقف بالصمود..كنت قد قررت..فما دهاني؟
أتراجع ببساطة؟..
كان الموقف شديد الوطأة عليها..صعبآ..قويآ..أقوى من قرارها
أن يتداعى منسحقآ..يؤلمها..كان يعني لها الكثير..فكيف يسعها التواطؤ
مع انهياره ووحدته..؟؟.مستحيل..مستحيل..
كانت تود الإنتقام منه..وأصبحت مشغولة كيف يمكنها مساعدته..التخفيف عنه؟؟
هو يحتاجها..فلم تفكر لبرهة أن تتوانى عن مساعدته..الهروع إليه..والنهوض به.
حقآ ..هي كانت قد رسمت طريقآ جديدة..وحقآ كانت قد صممت على التغيير
وبناء مستقبل مستقل بأحلام قديمة بإصرار وتحدي..ولكن..
أيكون كل هذا على حساب إنسان..؟ترفض أن تدوس مشاعر وآلام الآخر..أتعود إذآ
إلى اليأس و الأسر ثانية؟؟
تعلم أن حياتها ستستمر رتيبة خانقة كما كانت ..أتنقذه؟؟
أم يكون موقفه مجرد مساومة؟
كان الخوف يردعها وعندما تحررت منه ..أأصبحت الوسيلة مساومة؟؟
تشك في نواياه لطالما كان المتسلط المتملك..
وإن كانت تلك حقيقته؟؟إن لم يكن كاذبآ..أتحكم عليه بالهلاك؟
هي تكره ما يسمى: الواجب..التضحية
فا؟لإنسان إما يعطي أو لا يعطي..لا مكان لواجب وتضحية.
العطاء هو العطاء دون تسميات ونعوتات جانبية..وبدون رتوشات
هو العفوية ..الوفاء..المحبة.
ما رأيكم؟؟؟

الأخوة الأعضاء
أشكر مروركم وكلماتكم الجميلة
لولا جنينتكم لما فتحت ورودنا وما كان لورودنا لون وعطر
لكم مني كل الإحترام والتقدير
يسعدني أن ترضوا بي وردة في هذه الجنينة الرائعة